إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(37) شرح إعراب سورة الصافات

صفحة 281 - الجزء 3

  «الذي» في موضع رفع على النعت لليوم ويجوز أن يكون في موضع خفض على النعت للفصل.

  {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} معطوف على «الذين». وواحدهم زوج قال سفيان عن سماك عن النعمان عن عمر بن الخطاب ¥ قال: {وَأَزْواجَهُمْ} قرناؤهم وهو مبيّن في حديث شريك عن سماك عن النعمان قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول في قول الله جلّ وعزّ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} قال: الزاني مع الزاني، وشارب الخمر مع شارب الخمر، وصاحب السرقة مع صاحب السرقة. وقال سفيان عن أبيه عن المسيب بن رافع عن ابن عباس «احشروا الذين ظلموا وأزواجهم» قال:

  أشباههم. قال أبو جعفر: وهذه الأقوال لا تدفع لجلالة قائلها وأنها معروفة في اللغة يقال: هذا زوج هذا أي قرينه وشبهه، ومن هذا قيل للرجل: زوج المرأة وللمرأة زوج الرجل وقيل للخفّين: زوجان لأن كل واحد منهما زوج لصاحبه، ولا يقال للاثنين إلا زوجان. وقال سعيد عن قتادة {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ}، قال: الكفار مع الكفار. {وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} قال الأصنام {فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ} يقال: هديته إلى الطريق وهديته الطريق أي دللته عليه، وأهديت الهديّة وهديت العروس ويقال أهديتها أي جعلتها بمنزلة الهدية.

  وحكى عيسى بن عمر أنهم بفتح الهمزة. قال الكسائي: أي لأنهم وبأنهم.

  في موضع نصب على الحال.

  قال قتادة مستسلمون في عذاب الله.

  {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ} فربما توهم الجاهل أن هذا من قول جلّ وعزّ: {فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ}⁣[المؤمنون: ١٠١] وليس منه في شيء؛ لأن قوله جلّ وعزّ {فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ} إنما هو لا يتساءلون بالأرحام فيقول أحدهم: