فصل [في ذكر التكفير للذنوب]
فصل [في ذكر التكفير للذنوب]
  (واكتساب الحسنات من المؤمنين، وآلامهم النازلة) بهم من الأمراض والهموم والأحزان كل ذلك (يكفر الذنوب؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: ٣٣]، وقوله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}) [النساء: ٣١] ومعنى تكفير الحسنات والآلام للسيئات: أنَّ الحسنات والآلام تكون سبباً داعياً إلى التوبة فيعم التكفير للكبائر والصغائر بواسطة التوبة، وأيضاً تُكفَّر الصغائر باجتناب الكبائر وفي جنب الطاعات، (ولقوله ÷: «إن مِنْ مُوجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم» ونحوه، وقوله ÷: «من وُعِكَ ليلةً كفَّر الله عنه ذنوب سنة» ونحو ذلك مما تواتر معنى) من الأحاديث الدالة على أن الحسنات والآلام مكفِّرةٌ للسيئات (كما مرَّ) في فصل الآلام.
  (و) إذا أسقطت الحسناتُ الذنوب فإنه (لا يسقط من ثواب الحسنات بقدر ما أسقطت من الذنوب) بل يبقى ثوابُ الحسنات كاملاً، (و) كذلك (لا يسقط من ثواب التوبة بقدر) ما أسقطت من عقاب (المعصية، خلافاً للمهدي # وغيره) من أهل الموازنة.
  (لنا:) حجة عليهم: (ثبوت ثواب الحسنات بالأدلة وفقد الدليل على سقوط شيء منه) أي: من الثواب (ولو سقط بها) أي: بالحسنات (ذنبٌ) فلا يلزم منه نقصان ثوابها، وأيضاً فإنه لا دليل على ما ذهبوا إلية لا من العقل ولا من الشرع.