فصل
فصل
  (والله تعالى غنيٌ) لا خلاف بين الأمة في نفي الحاجة عن الله، لقوله تعالى: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}[محمد: ٣٨].
  (خلافاً لبعض أهل الملل الكفرية).(١)
  (قلنا: لم يُجبر اللهُ تعالى مَنْ عصاه) على طاعته وقد أمرهم بها فلو أنه تعالى محتاجٌ إليها لأجبرهم على فعلها؛ لأنه القادر على كل شيء (ولم يُوجِدْ كلَّ الأشياء دفعةً، مع القدرة على إجبار من عصاه، وعلى إيجاد كل شيء دفعة، وعدم المانع) له تعالى عن ذلك.
  (فدل ذلك على غناه) سبحانه وتعالى (وأيضاً لا يحتاج إلا ذو شهوة أو نفار، وهما عَرَضان لا يكونان إلا في جسم، والله تعالى ليس بجسم؛ لما يأتي إن شاء الله تعالى).
فصل [في تنزيهه تعالى عن الشبيه]
  قالت (العترةُ $ وصفوةُ الشيعة والمعتزلةُ وغيرُهم) من سائر الفرق وهو قول الصحابة والتابعين ودين جميع الأنبياء والمرسلين: (والله تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه).
  وقال (هشام بن الحكم والجواليقي والحنابلةُ والحشوية: بل الله تعالى جسم) له أعضاء وجوارح، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
  (قلنا: لو كان تعالى جسماً لكان مُحْدَثاً كسائر الأجسام؛ لحصول دليل الحدوث فيه مثلها) أي: مثل سائر الأجسام، (وقد مَرَّ الدليلُ على أنه تعالى ليس بمُحْدَثٍ، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء}) [الشورى: ١١] فنفى سبحانه وتعالى عن ذاته المماثلة لشيءٍ من الأشياء.
(١) كفنحاص اليهودي فإنه لما نزل قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} قال: ما طلب القرض إلا محتاج، وهو منه على سبيل السخرية بالقرآن لعنه الله، وإلَّا فإنَّه لا يخفى أن الآية على طريقة التمثيل والمجاز الذي هو أبلغ من الحقيقة. تمت من عدة الأكياس.