لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

[الخلاف في خلق الجنة]

صفحة 206 - الجزء 1

  حتى يقرعوا باب الجنة» ثم قال) أي: ابن البيِّع: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، يعني: البخاري ومسلماً) لأنه صنف كتابه المستدرك وذكر فيه ما لم يُخرجاه وهو على شرطهما، وفي هذا تصريح أيضاً بعدم الجسر فوق جهنم.

  (ورَوى البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة عن النبي ÷ قال: «يُحشر الناس على ثلاث⁣(⁣١) طرائق راغبين وراهبين، فاثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير») ويحشر بقيتهم إلى النار ... إلخ (الخبر، ونحوه) من الأخبار الدالة على عدم الجسر.

  (فإن سُلِّمَ التعادل) بين أخبارنا وأخبار مخالفينا (وجب طرحها، والرجوع إلى ما قدَّمناه من الأدلة) الدالة على أن الصراط دين الله، وامتناع الجسر والتكليف في الآخرة.

  (و) من أحوال يوم القيامة: (إنطاق الجوارح حقيقة) لقدرة الله على ذلك. (وقيل: مجاز).

  (قلنا: لا مانع) من حمل إنطاق الجوارح على الحقيقة (لقدرة الله سبحانه على ذلك، كتسبيح الحصى في كفه ÷) وكان لتسبيحهن دَوِيٌ كدويِّ النحل.

[الخلاف في خلق الجنة]

  قال (الهادي # وأبو هاشم وغيرهما: والجنة والنار لم يُخلقا قطعاً؛ لقوله تعالى: {أُكُلُهَا دَآئِمٌ}⁣[الرعد: ٣٥] ولا بُدَّ من فناءِ كل شيءٍ، كما مرَّ) فلو كانتا قد خُلقتا لوجب أن تفنيا، وحينئذٍ يكون خلقهما وإفناؤهما عبثاً.

  وقال (أبو علي وأبو الحسين) والإمام يحيى: (بل خلقتا قطعاً؛ لقوله تعالى: {أُعِدَّتْ}).

  (قلنا:) معناه أُعدت (في علمه تعالى) فكأنها قد وُجِدَت.

  (قالوا: قال تعالى: {وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}) [النجم] فدلت على أنَّ الجنةَ قد خُلقت وأنَّه ÷ رأى جبريل على صورته عندها ليلة المعراج.


(١) في نسخة ب (على ثلاثة طرائق). تمت.