لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

[علاقات المجاز]

صفحة 61 - الجزء 1

  (لنا: قوله) أي: قول الهذلي:

  (وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظْفَارَها ... ألْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ)

  فالمنية: الموت وليس لها أظفار تنشبها. (و) لنا (ما يأتي إن شاء الله) في أثناء تقسيم المجاز.

  (و) خلافاً (للإمامية؛ في الكتاب العزيز) فإنَّهم قالوا: لا مجاز فيه.

  (لنا) عليهم: (قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}) [الإسراء: ٢٤] فإنَّه شبه الولد بالطائر الذي يخفض جناحه على صغيره حين يحضنه؛ لأنَّه لا جناح للولد حقيقة.

  (و) خلافاً (للظاهرية فيه) أي في الكتاب العزيز، (وفي السنة) فقالوا: لم يقع المجاز فيهما.

  (لنا: ما مرَّ) من الآية، (وقوله ÷: «أنا مدينة العلم وعليٌ بَابُهَا») والمعلوم أنْ لَا مدينة ولا باب للعلم على الحقيقة، وإنَّما شَبَّه ÷ العلم لكثرته وتشعب فنونه بالمحسوسات المختلفة الكثيرة التي لا توجد مجتمعة إلا في المدينة على طريق الاستعارة بالكناية، فأثبت له المدينة تخييلاً، وشبَّه ذاته الكريمة بتلك المدينة بجامع أنَّه يؤخذ منه ÷ كلُّ ما يُحتاج إليه من المنافع، كذلك المدينة فيها كل ما يُحتاج إليه من المنافع، وشبَّه علياً # بباب تلك المدينة إشارةً إلى أنَّه لا طريق لأحد إلى أخذ العلم النافع الصحيح إلَّا من علي #، وفي هذا دلالة على أن من خالف علياً # فقد خالف الحق.

  (وتأويلهم) أي: تأويل من أنكر المجاز (لجميع ذلك بأنَّها حقائقٌ خلاف المعلوم من لغة العرب فلتُتَبَّع) أي: لغة العرب، ومع تتبعها يعرف بطلان قول منكري المجاز.

[علاقات المجاز]

  قال #: (ولا بُدَّ) في المجاز (من علاقةٍ) رابطةٍ (بين المدلول الحقيقي والمجازي) فالحقيقي هو السبع المفترس، والمجازي هو الرجل الشجاع، والعلاقة الرابطة بينهما هي الشجاعة ونحو ذلك (فإن كانت) أي العلاقة (غيرَ المشابهةِ بينهما) أي بين المدلول الحقيقي والمجازي (فالمرسل) أي: فالمجاز المرسل نحو اليد بمعنى النعمة (وإلَّا) تكن العلاقة غير المشابهة، بل كانت هي المشابهة (فالاستعارة) أي: فالمجاز استعارة نحو أسد للرجل الشجاع.