لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [الثاني من الأدلة السنة]

صفحة 136 - الجزء 1

فصل [الثاني من الأدلة السنة]

  (والسُّنَّةُ لغةً: الطريقة⁣(⁣١) والعادة) يقال: سلك القومُ سنةَ آبائهم، أي: طريقتهم وعادتهم، (وديناً: المِلَّةُ) يقال: سُنَّة النبي أي: ملته ودينه. (و) السُّنَّة (عرفاً) أي: في عرف أهل الشرع: (نقلُ خبر النبي ÷ وأمره ونهيه، و) كذلك (الإخبار عن فعله وتقريره).

  (و) السُّنَّة (في عرف الفقهاء: ما لازمه الرسول من النفل) كرواتب الفرائض.

  (والمبحوث عنه هنا هو الأول من الأخيرَيْنِ) وهو نقل خبر النبي وأمره ونهيه.

  (فمن عاصر النبي ÷ كفاه ما تلقاه منه من غير مؤنة، ومن كان نازحاً عنه، أو تراخت به الأيامُ عن إدراك زمنه لزم - على الكفاية - البحثُ في صحة ما رُوي عنه) ÷ من أقواله وأفعاله وتقريراته؛ (لقوله ÷: «ألا وإنه سيُكذب عليَّ ...» الخبر).

  (و) اعلم أنَّه (لا خلاف في صحة) الخبر (المتواتر، وهو: ما نقله جماعة) عن جماعة (يحيل العقلُ تواطؤهم على الكذب، ثمَّ كذلك إلى النبي ÷) أي: ثمَّ نقله جماعةٌ قبلهم عن جماعة كذلك حتى رفعوه إلى النبي ÷.

  قال (أئمتنا $: والمعتبر في العدد ما حصل به العلم) اليقين، وهو سكون النفس، ولا عبرة بعدد معين، إذ قد يكثر العدد ولا يحصل به العلم.

  (واشترط غيرهم عدداً محصوراً على خلافات بينهم) في تعيين أقل ذلك العدد.

  (قلنا: حصولُ العلمِ ثمرتُه) أي: ثمرة العدد (فاعتبرناها دون العدد؛ لعدم الفائدة) في العدد من دون العلم.

  قال (أئمتنا $: ولا يحصل العلم بالأربعة خالياً عن السبب) وأمَّا مع السبب فإنه يحصل.

  وقالت (الظاهرية: بل يحصل العلم بخبر الواحد مطلقاً) أي: سواء قارنه سببٌ أم لا.

  وقال (النظَّام) من المعتزلة: يحصل العلم بخبر الواحد (إن قارنه سبب) يصدقه وإلَّا فلا.


(١) لفظ المتن: في نسخة «ب» (الطريق).