لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل في بيان معاني كلمات من المتشابه

صفحة 94 - الجزء 1

[معنى الغشاوة والوقر والحجاب]

  (وأمَّا) ذكر الغشاوة في (قوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}) [البقرة: ٧] أي: غطاء (و) الوَقْرِ والحجاب في (قوله تعالى حاكياً) عن الكفار: ({وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}⁣[فصلت: ٥] فتشبيهٌ لحالهم -) أي: فهو مجازٌ، ووجههُ: التشبيه لحال الكفار (حيثُ لم يعملوا بمقتضى ما سعموا وأبصروا) من الآيات الدَّالة على معرفة الله وصدق رسله، (ولا) عملوا (بنصيحةِ الرسول ÷ - بمن في أُذنيه وَقْرٌ) أي: شبَّه حالهم بمن في أُذنيه وقرٌ أي: صممٌ (فلا يسمع من دعاه، وعلى بصره غشاوة فلا يُبصر شيئاً، وبمن بينه وبين الناصح حجاب لا تبلغ إليه نصيحته مع ذلك الحجاب) ووجهُ الشبه عدم الانتفاع بالهدى كما مرَّ، ولا غِشَاوةَ ولا وَقْرَ ولا أكِنَّةَ على الحقيقة، وإنما هو مجازٌ على سبيل الاستعارة والتمثيل.

[معنى التزيين]

  (والتزيين) في اللغة: (التحسين) يقال: زَيَّنَ عمله، أي: حَسَّنه.

  قالت (العدلية: والله تعالى لا يُزيِّن المعاصي) لعباده ولا يُحسنها لهم؛ لأنَّ ذلك قبيحٌ يتعالى الله عنه، (خلافاً للمجبرة) فقالوا: زينها وحسنها للعصاة، تعالى الله عن ذلك.

  (قلنا: تزيين القبيح صفةُ نقص، والله يتعالى عنها) أي: عن صفة النقص.

  (قالوا: قال تعالى: {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}) [الأنعام: ١٠٨] فنسب التزيين إليه تعالى.

  (قلنا: المراد من الآية) تزيين (عملهم اللَّائق لهم⁣(⁣١)، وهو المفروض والمندوب، زيَّنه الله تعالى بالوعد بالثواب والسَّلامة من العقاب، فلم يقبلوا إلَّا ما زينه الشيطان من المعاصي، كما قال تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}⁣[الأنفال: ٤٨] أي: التي عملوها من المعاصي).

[معاني القضاء]

  (والقضاء) في اللغة يأتي لعدة معان منها:


(١) لفظ المتن في الشرح: «عملهم اللائق بهم».