لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في الإرادة]

صفحة 84 - الجزء 1

  (و) يستحيل أيضاً إيجاد (الضِّدَّين) وهما ما يمنع وجود أحدهما مع وجود الآخر، بأن لا يجتمعا معاً في ذات واحدة، ويجوز رفعهما معاً كالبياض والسواد يرتفعان بالحمرة ونحوها، فيستحيل اجتماعهما (في محل واحد دفعة، خلافاً لبعض المجبرة) فإنَّهم جوَّزوا اجتماع النقيضين والضدين في آن واحدٍ ومحل واحد، وقالوا: إنَّ الله قادر على إيجاد ذلك.

  (قلنا: ذلك لا يُعقل) وما لا يعقل يحكم باستحالته عقلاً.

فصل [في الإرادة]

  هي من المخلوق: النيةُ والضميرُ والعزمُ فهي فيه عرض.

  وأمَّا من الخالق فقال (جمهور أئمتنا $ والبلخي والنظام: وإرادةُ الله سبحانه لخلقه المخلوقَ نفسُ ذلك المخلوق، ولأمر عباده نفسُ ذلك الأمر، ولنهيهم نفسُ ذلك النهي، ولإخبارهم نفسُ ذلك الخبر) وهذا على سبيل المجاز سمّي مراده إرادةً توسعاً؛ لأنه تعالى مريد لا بإرادة، كما أنه عالمٌ لا بعلم، وقادر لا بقدرة سواه، لاستحالة الإرادة الحقيقية في حقه تعالى. وهذا بناء على أن هذه هي النسخة المتقدمة ثم ألحقَ # نسخةً عوضاً متأخرة، وهي قوله #: (ووصفُ اللهِ تعالى بأنه مريدٌ ثابتٌ عقلاً وسمعاً).

  (أمَّا عقلاً فلأنَّه خالقٌ، رازقٌ، آمرٌ، ومثل ذلك لا يصدر من حكيم من غير إرادة، وما فعله غير المريد فليس بحكمةٍ، والله سبحانه وتعالى حكيم) لا يفعل ما لا حكمه فيه.

  (وأمَّا السمع فقال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}) [يس: ٨٢].

  (وقال تعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}) [البقرة: ١٨٥].

  (وكذلك يُوصف جل وعلا بأنه كارهٌ عقلاً وسمعاً).

  (أمَّا العقل: فلأنَّ الحكيمَ لا يَكْرَهُ إلَّا ما كان ضد الحكمة).

  (وأمَّا السمع: فقال الله تعالى: {وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ ...} الآية) [التوبة: ٤٦].