لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فرع [والله لا تحله الأعراض]

صفحة 46 - الجزء 1

[معنى اللوح]

  قال (جمهورُ أئمتنا $: واللوحُ المذكور في القرآن عبارة عن علمه تعالى) وليس هنالك لوح على الحقيقة، وإنما هو مجازٌ وتمثيل؛ لأنَّ الإنسان إنما يفهم حفظ الكلام عن الزيادة والنقصان بالتقييد بالكتابة في لوح أو نحوه.

  وقالت (الحشوية: بل هو على حقيقته، وهو أولُ مخلوق).

  (قلنا: لا يحتاج إلى الرصد إلا ذو غفلة، وقد بطل بما ذكرناه آنفاً أن يكون الله تعالى كذلك) أي: ذا غفلة؛ لأنَّ الغفلةَ عَرَضٌ تختص بالأجسام، والله يتعالى عن ذلك.

  (وقولكم: «إنَّه أولُ مخلوق»، معارضٌ برواية عن بعض أكابر أهل البيت عن النبي ÷: «إنَّ أولَ ما خلقَ اللهُ فَتْقَ الأجْوَاء») أي: الهواء (واشتهر ذلك عن الوصي ~، وهو توقيف) أي مسموع عن النبي ÷ لأنَّه لا مجال للعقل والاجتهاد في ذلك.

  (فإن سلَّمنا التعادلَ) بين الروايتين على استحالته (فالعقل يقضي بعدم صحة حالٍّ) وهو اللوح (لا في محلٍّ) أي: لا في مكان، فوجب طرح روايتهم بحكم العقل.

  وقال (المهدي #: يجوز أن يكونَ) على حقيقته ويكون (لتعليم الملائكة $).

  (قلنا: لا دليل) على ذلك، (ولا وُثُوْقَ برواية الحشوية، وإن سُلِّمَ فمعارض برواية الهادي # عن النبي ÷: «إنَّ الله سبحانه يُلْقِي ما يريد من وحيه إلى المَلَكِ الأعلى، ثم يلقيه المَلَكُ إلى الذي تحته» أو كما قال).

  (فإن سُلِّم التعادلُ) في الروايتين واستواؤهما (في العدالة) على بُعده (فقولهم: هو أولُ مخلوقٍ يستلزم الغفلةَ؛ إذ لا يحتاج إلى الرصد حتى يحضر الملائكة إلا ذو غفلةٍ وذلك) أي: استلزام الغفلة (يبطله) أي: يبطل أن يكونَ اللوحُ على حقيقته (لأنَّ الله ليس كذلك) أي: ليس ذا غفلة (لما مرَّ) من أنه سبحانه لا تجوز عليه الغفلة، ولا تحله الأعراض.