لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 177 - الجزء 1

فصل

  (ويجوز الوقوف في دار العصيان) سواءٌ كانت دار كفرٍ أو فسق (لحبسٍ أو ضعفٍ؛ لما مرَّ) من الآية، (و) يجوز أيضاً الوقوف فيها (لمصلحة عامة) دينية يعود نفعها للمسلمين، وذلك (كوقوف بعوث رسول الله ÷ بين الكفار لدعائهم) إلى الإسلام وتعليم الشرائع⁣(⁣١) (ولا بُدَّ مع ذلك من إذن الإمام إن كان) ثَمَّ إمامٌ (ما لم يقارن مفسدة من انتشار بدعة) في الدين كأن يقتدى به أو يقع بوقوفه تلبيسٌ بعدم وجوب الهجرة أو أيّ مفسدة (أو) كان وقوفه يُؤدي إلى (خِذْلان الإمام، وإلَّا صار) الوقوف حينئذٍ (كالإغراء) بفعل المفسدة وهو قبيح.


(١) وفي زماننا هذا أكرمنا الله تعالى بوقوف بعوث علمائنا الأعلام من المرشدين الكرام، في معظم النواحي والبلدان؛ لإرشاد الناس وهدايتهم وتعليمهم معالم دينهم، وتعريفهم بربهم وخالقهم جل وعلا، وتنزيهه عن مشابهة خلقه وأفعال عباده، فهدى الله بهم العباد، وأصلح بهم البلاد، ونفع بإرشادهم الأنام، فترى المساجد بذكر الله وطاعته عامرة، والمدارس بطلبة العلم وحملة القرآن حافلة، والقلوب إلى الخيرات مسارعة، وبفضلهم سادت روح المحبة والإخاء بين الناس، ورُدَّت المظالم لأهلها والمواريث لأربابها، كما لا يخفى ذلك على منصفٍ كريم، وهذا كله بفضل الله سبحانه، ثم بفضل علمائنا الكرام الذين جدّوا في إصلاح الناس وهدايتهم، فبارك الله في أعمالهم ونمّى سعيهم، وأصلح على أيديهم العباد والبلاد فلله الحمد والمنة. ونسأله سبحانه التوفيق والسداد، وأن يوفقنا معهم، ويشركنا في صالح أعمالهم، وأن يثبتنا على طريقتهم وأن يسلك بنا منهاجهم، وأن يجعلنا من دعاته الداعين إليه، وهداته الدالين عليه، ومن خاصته الخاصين لديه، وأن يختم لنا بالسعادة والحسنى بحق محمد وآله.