فر ع [في نفي الحلول]
  (وقيل: بل قدرته) أي اقتداره.
  (وقيل: بل تدبيره) وهذه الأقوال مستقيمة في المعنى، وهي قريبة من القول الأول، إذ علم الله سبحانه وتعالى وملكه وقدرته وتدبيره في المعنى سواء.
  وقالت (الحشوية: بل العرش سرير، والكرسي دونه) أي: أصغر منه.
  (قلنا: لا يحتاج إلى ذلك إلا المخلوق؛ لما مرَّ) من أنّ الله تعالى غني عن كل شيء.
  وقال (المهدي # وغيره: يجوز أن يكونا قبلتين للملائكة $) كما أن الكعبة قبلة للبشر يتعبدهم الله سبحانه بتعظيمها، ثم قال في آخر كلامه: وحملُهُ على التشبيه المجازي أولى.
  (قلنا: لا دليل) على ما ذكروه (ولا وثوق برواية الحشوية).
فر ع [في نفي الحلول]
  قال (أكثرُ العقلاءِ) من أهل الإسلام وغيرهم: (والله ليس بعض خلقه) لما ثبت من أنه تعالى ليس بجسم ولا عَرَض.
  وقال (بعض النصارى: بل اتَّحدَ بالمسيح) عيسى بن مريم # (فصار إيَّاه).
  وقالت (الصوفية: بل اتَّحدَ بالبغايا والمردان فصار إياهم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
  (قلنا: ذلك) الذي زعمتم أن الله تعالى اتحد به (مُحْدَثٌ) ضرورة (والله تعالى ليس بمُحْدَثٍ؛ لما مرَّ، فصيرورته مُحْدَثاً محالٌ، وقال تعالى: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ...} الآية) [الجاثية: ٢٣] ولا شك أنَّهم ممن اتبع هواه وكابر عقله ورفض هداه.
فرع [والله لا تحله الأعراض]
  (والله لا تحلّه الأعراض) لأنَّها من خصائص الأجسام فلا يمكن تصورها إلا في جسم والله سبحانه يتعالى عن ذلك، (خلافاً لمن قال: حدث «إِهْرَمَن» من فكرة «يزدان» الرَّديَّة) وهم المجوس. (و) خلافاً (لمن قال: يجوز عليه البداء؛ إذ هو فرع الغفلة) والغفلة عرَض.
  (قلنا: الفكرة والغفلة لا تحل إلَّا في الأجسام، وقد ثبت بما مرَّ أنه تعالى ليس بجسم).