لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في معرفة الدليل]

صفحة 21 - الجزء 1

فصل [في معرفة الدليل]

  (والدليلُ لغةً: المرشد) أي: الموصل إلى المطلوب، ومنه دليل القوم في الطريق، (و) هو أيضاً في اللغة: (العلامة الهادية) إلى المطلوب كالجبال والنجوم.

  (واصطلاحاً: ما به الإرشاد النظري) أي: الحاصل عن نظر وتفكر.

  (ويمتنع معرفةُ مالا يدرك ضرورةً بلا دليل) يدل عليه؛ (لعدم الطريق إليه) إذ ما لا يُعرف ضرورةً لا يُعرف إلا بالنظر والاستدلال وهما متوقفان على الدليل.

  (فمن ادَّعى شيئاً) لا يدرك ضرورة (ولم يذكر الدليل عليه؛ فإن كان دليلُه مما شأنه لو كان لظهر لجميع العقلاء، كمن يدَّعي كون الصنم إلهاً) إذ لو كان الصنم إلهاً لظهر الدليل عليه لجميع العقلاء لوجوب معرفة الإله عليهم وشكره، (أو) كان دليله مما شأنه لو كان لظهر (لأهل الملة، كمن يدَّعي وجوب صلاة سادسة - فهو باطلٌ قطعاً؛ لعدم الدليل) عليه، (وإلَّا لظهر لجميع العقلاء في الأول) أي: في دعوى الصنم، (أو لأهل الِملَّةِ في الثاني) أي: في دعوى الصلاة السادسة.

  (وإن كان دليلُه مما ليس من شأنه ذلك) أي: الظهور لجميع العقلاء، أو لأهل الملة، (كالقول بتحريم أجرة الخاتن فالوقف) أي: فالواجب التوقف في ذلك فلا يحكم بحل الأجرة ولا تحريمها (حتى يظهرَ الدليلُ عليه إن كان) عليه دليلٌ (لجواز أن يطَّلِعَ عليه بعضُ العلماء، ويَعزُبَ) أي: يخفى (عن غيره، أو يظهرَ عدمُه) أي: عدم الدليل على ذلك.

  قال #: (والاستدلال هنا: التعبير عمَّا اقْتُفِيَ أثَرُهُ) أي: تُتُبِع أثرُهُ، وأثرُهُ: هو دلالته على ما دل عليه، (وتُوُصِّل به إلى المطلوب) وهو المدلول عليه، كما إذا قلت الصنع يدل على الصانع من جهة كذا وكذا، (ويُسمَّى ذلك التعبير: دليلاً) وبرهاناً (وحجةً) يُحتج بها (إن طابقَ الواقع ما تُوُصل به إليه) أي: إن طابق ما توصل به إلى المطلوب الواقع في نفس الأمر (وإلَّا) يطابق الواقع (فشبهة) أي ذلك التعبير الذي هو الدليل ينقلب شبهة (ويُعْرَفُ كونُهُ شبهةً: بإبطاله) أي: بإبطال ذاته بأن يكون غيرَ صحيح (بقاطعٍ) أي: بدليل معلوم صحته (في القطعيات