لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

باب الهجرة

صفحة 175 - الجزء 1

باب الهجرة

  (وهي لُغةً: مأخوذةٌ من الهجر) الذي هو (نقيض الوصل) وهو ظاهر.

  (وشرعاً: الرحلةُ من دار تَظَاهرَ أهلُها بالعصيان) من غير نكير، (أو ظهر) أي: العصيان (بغير جُوارٍ) من المسلمين؛ بل بسلطان وقوة من الظالمين، فعلى هذا تكون الدرارُ دارَ كفرٍ إن كان العصيان يُوجب الكفرَ، أو دارَ فسق إن كان العصيان يُوجب الفسق وحينئذٍ تجب الهجرة (إلى مكان خَلِيٍّ عنهما) أي: عن صفة الدارين المتقدم ذكرهما⁣(⁣١).

  قال (أئمتنا $: وهي) أي: الهجرة من دار العصيان (واجبةٌ بعد الفتح).

  (وقيل: قد نُسِخَت؛ لقوله ÷: «لا هجرة بعد الفتح»).

  (قلنا: المراد) لا هجرة (من مكة شَرَّفها اللهُ تعالى إذ صارت دار إسلام كالمدينة، لا) أنه أراد ÷ لا هجرة بعد الفتح (من ديار الكفر؛ لما سيأتي إن شاء الله تعالى).

  قال (جمهور أئمتنا $: وتجب من دار الفسق خلافاً للإمام يحيى # والفقهاء الأربعة) فإنَّهم لا يثبتون دار الفسق، ولا الهجرة عنها.

  (لنا: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ...} إلى قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}⁣[النساء: ٩٧] ولم يفصل) تعالى بين دار الكفر، ودار الفسق؛ لأنَّ العلَّة العصيان.

  (و) لنا أيضاً: (قوله ÷: «لا يحل لِعَيْنٍ ترى الله يُعصى فَتَطْرِفَ) أي: ترد جفناً على جفن (حتى تُغَيِّرَ) المنكر (أو تنتقل).

  (وبيان الاستدلال به أن التحريم) أي: تحريم غموض العين التي رأت العصيان قبل تغييره أو الانتقال إنما هو (لأجل العلم) بوقوع العصيان (مع القُرب منه بحيث يتمكن أن


(١) وأمَّا دار الإسلام فهي: ما ظهر فيها الشهادتان والصلاة، ولم يظهر فيها خصلة كفرية ولو تأويلاً، إلا بجُوارٍ وذمةٍ من المسلمين كإظهار اليهود والنصارى دينهم في أمصار المسلمين. تمت من عدة الأكياس.