[جنة آدم]
  (وفي الناصر للحق الحسن(١) بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي) بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وهو الملقب بـ (الأُطروش # عنه ÷ أنه قال: «يا علي يكون من ولدك رجلٌ يعرف بزيد المظلوم يأتي يوم القيامة مع أصحابه على نجبٍ من نورٍ يعبرون على رؤوس الخلائق كالبرق اللَّامع يَقْدُمُهُم زيد، وفي أعقابهم رجل يُدعى
= وظهوره باليمن. قيامه #: سنة (٢٨٠ هـ) فأقام الله به الدين، وأحيا به رسوم الفرائض والسنن، وجدد به أحكام خاتم النبيين، وآثار سيد الوصيين في أرض اليمن. خروجه لليمن: لمَّا انتشرت فضائله وظهرت بركات أنواره وَفَدَ إليه أكَابِرُ رجال أهل اليمن يدعونه إلى الخروج إليهم وإنقاذهم من الفتن، فساعدهم وخرج الخرجة الأُولى، ثم كَرَّ راجعاً لمَّا رأى من بعض الجند أخذ شيئاً يسيراً من أموال الناس، فاشتدت الفتن بأهل اليمن فعاودوا الطلب وتضرعوا إليه فأجابهم وخرج ثانياً عام (٢٨٤ هـ) فأحيا الله به الدين وخلّص به اليمن من الفتن، وخُطِبَ له بمكة المشرفة سبع سنين. ولم يزل مجاهداً في سبيل الله مدافعاً عن الحق ناشراً للهدى حتى قبضه الله إليه شهيداً بصعدة سنة (٢٩٨ هـ) عن (٥٣) سنة وقبره بها مشهور مزور، وفضائله ظاهرة، وكراماته بينة شاهرة، ولقد حُكِيَ من علمه وعدله وفضل سيرته النبوية ما بهر الألباب. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين.
(١) هو الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الملقب بالأطروش، أحد أئمة الزيدية وعظماء الإسلام [وهو ثالث الأئمة العلويين بطبرستان، والمؤسس الفعلي للدولة الزيدية هناك] كان جامعاً لعلم القرآن والكلام والفقه والحديث والأدب والأخبار واللغة، جيد الشعر، مليح النوادر، ناشئاً على الزهد والورع والعبادة، له مؤلفات كثيرة منها: كتاب البساط، والأمالي، والمغني، والمسفر، وكتاب ألفاظ الناصر وغيرها كثير قيل: إنَّها تزيد على ثلاثمائة. ورد #: طبرستان أيام الداعي الحسن بن زيد وبقي عنده الى أن توفي، وولي أخوه محمد بن زيد فأقام معه، وكانا مُعظِّمَيْنِ له عَارِفَيْنِ بفضله وعلمه، ولم يزل مع محمد بن زيد الى أن قُتِلَ بجرجان، وقد كان حضر معه الوقعة وانهزم في جملة المنهزمين، ثم آل أمره إلى الديلم. قيامه # سنة (٢٨٤ هـ) دعا إلى عبادة الله في الجيل والديلم ففتح الله على يديه وأسلم ببركته ألف ألف من المشركين، وعلمهم معالم الإسلام وامتد مقامه هناك أربع عشرة سنة إلى أن مكنه الله من طبرستان فاستولى عليها سنة (٣٠١ هـ) ثُمَّ توجه إلى آمل فاستقبله فقهاؤها ومشائخها ... إلخ ونزل دارَ الإمارة التي كانت لمحمد بن زيد الداعي |، ولم يزل ناصراً للحق مقيماً للعدل حتى قبضه الله بآمل ليلة الخميس لخمس بقين من شعبان سنة (٣٠٤ هـ) وفاضت نفسه وهو ساجدٌ، وعمره (٧٤) سنة وشُوهِدَ تلك الليلة نورٌ ساطعٌ من الدار التي هو فيها إلى عنان السماء. ومشهده بآمل طبرستان معروفٌ مزورٌ وأخباره وآثاره كثيرة، ومناقبه وفضائله غزيرة. قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه: لم ير الناسُ مثل عدل الأطروش وحسن سيرته وإقامته للحق. وفي مشهده ومشهد الإمام الهادي قيل: عرج على قبر بصعدة ... وابك مرسوما بآمل - واعلم بأن المقتدي ... بهما سيبلغ حيثُ يأمل.