فصل في بيان معاني كلمات من المتشابه
[معاني الضلال]
  (والضلال في لغة العرب يكون) لمعانٍ منها ما هو:
  ١ - (بمعنى الهلاك) والضياع (قال تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض}) [السجدة: ١٠] أي: إذا هلكنا في الأرض وضِعْنَا فيها كأنْ لم نكن.
  ٢ - (وبمعنى العذاب، قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُر}) [القمر: ٤٧] أي: في عذابٍ ونيرانٍ ذات سُعُر.
  ٣ - (وبمعنى الغواية عن واضح الطريق، ومنه: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}[طه: ٧٩]، أي: أغواهم عن طريق الحق).
[معاني الإضلال]
  (والإضلال) في لغة العرب يأتي لمعانٍ منها ما هو:
  ١ - (بمعنى: الإهلاك، والتعذيب، والإغواء كما مرَّ) في ذكر الضلال سواءً.
  ٢ - (وبمعنى الحُكم والتسمية قال الشاعر:
  ما زال يهدي قومَه ويُضِلُّنا ... البيت) المتقدم ذكره، أي: يحكم علينا بالضلال ويسمينا به.
  ٣ - وقد يكون الضلال بمعنى النسيان، كما قال تعالى: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا ...}[البقرة: ٢٨٢].
  ٤ - وبمعنى الغفلة قال تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} أي: غافلاً عما أرادك به من النبوَّة.
  إذا عرفت ذلك (فيجوز أن يُقال: إنَّ الله يُضل الظالمين بمعنى: يحكم عليهم بالضلال ويُسميهم به؛ لَمَّا ضلُّوا عن طريق الحق، وبمعنى يُهلكهم أو يُعذبهم) لاستحقاقهم العذاب.
  قالت (العدلية: لا بمعنى يُغويهم عن طريق الحق) فلا يجوز؛ لأنه قبيح والله يتعالى عن فعله، (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوّزوا ذلك، بناءً على مذهبهم الجائر من عدم التحاشي من سَبِّه تعالى ونسبة القبائح إليه، تعالى الله عنها.
  (قلنا: ذلك ذَمٌّ لِلهِ تعالى، وتزكيةٌ لإبليس وجنوده) حيث نزهوا إبليس عن الإغواء، ونسبوه إلى الله تعالى عنه، (وذلك) الذي ذهبوا إليه من ذم لله، وتزكيةِ إبليس (كفرٌ) بلا ريب.