التجريد في فقه الإمامين الأعظمين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

نسبه:

صفحة 20 - الجزء 1

  فأما الزهد والورع فمما لا يحتاج إلى وصفه به، لظهور الحال فيه عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، ولأن الزهد أمر شامل لبيت القاسم بن إبراهيم # عام في أولاده وأسباطه إلى يومنا هذا، لاسيما من لم يتَغَرَّب منهم ولم يختلط بآمراء هذه البلدان.

  ومما حكي من قوته وشدته: أنَّه كان يأخذ الدينار بيده فيؤثر في سكته بإصبعه ويمحوها.

  وحكي أنَّه كان #: أسدياً، أنجل العينين، واسع الساعدين غليظهما، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز كالأسد.

  وحكى أبو العباس الحسيني |، عن بعض من ورد تلك الناحية من العرب أن يحيى # كان يدخل السوق بالمدينة وهو حَدَث في أوان البلوغ، وقد امتاروا من موضع، فيقول: ما طعامكم هذا؟ فيقال: الحنطة. فيدخل يده في الوعاء فيأخذ منها في كفه ويطحنه بيده، ثم يخرجه فيقول هذا دقيق. يُرِيَ شدته وقوته.

  فأما تقدمه في العلم، فاشتهاره يغني عن تقصِّيه، ومن أحب أن يعرف تفصيله فلينظر في كتبه وأجوبته عن المسائل التي سئل عنها، ووردت عليه من البلدان، نحو (كتاب الأحكام)، و (المنتخب)، وكتاب (الفنون)، وكتاب (المسائل)، و (مسائل محمد بن سعيد)، و (كتاب التوحيد)، و (كتاب القياس).

  وحدثني أبو العباس الحسني | عن الفضل بن العباس أنَّه سمع محمد بن يحيى المرتضى ¥ أو غيره يقول: إن يحيى بن الحسين # بلغ من العلم مبلغ يُخْتَارُ عنده ويُصَنِّف وله سبع عشرة سنه.

  وحدثني | عن أبي جعفر محمد بن العباس الحريري الفقيه، أنَّه سمع