ترجمة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #
  علي بن العباس الحسني ¦ يقول: إنه سمع أبا بكر بن يعقوب عالم أهل الرأي وحافظهم يقول - حين ورد عليه باليمن -: قد ضل فكري في هذا الرجل - يعني يحيى بن الحسين # - فإني كنت لا أعترف لأحد. مثل حفظي الأصول أصحابنا، وأنا الآن إلى جنبه جَذَع، بينا أجاريه في الفقه وأحكي عن أصحابنا قولاً، إذ يقول: ليس هذا يا أبا بكر قولكم، فأَرَادُّه، فيخرج إلى المسألة من كتبنا على ما حكي وادعي، فقد صرت إذا ادعى شيئا عنَّا أو عن غيرنا لا أطلب معه أثراً.
  وحدثني | قال: دخلت الري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكنت ارتحلت إلى شيخ العلوية وعالمها أبي زيد عيسي بن محمد العلوي | - من ولد زيد بن علي # - وإلى غيره من ابن أبي حاتم وآخرين، وحضرت مجلس النظر لأبي بكر الخطاب فقيه الكوفيين وحافظهم، فجريت مع من حضر في مسائل النظر، فقال: ما قرابة ما بينكم وبين أصحاب اليمن من أولاد يحيى بن الحسين وأولئك الأشراف؟ فقلت له: كان يحيى بن الحسين من أولاد إبراهيم بن الحسن بن الحسن. ونحن من ولد داود بن الحسن بن الحسن، وداود وإبراهيم أخوان، فنحن وهم بنوا الأعمام، ولكن أم يحيى بن الحسين كانت عمة جدي. قال: علمت أن هذا عن أصل، وكان يعجبه كلامي.
  ثم أنشأ يحدث، قال: كنا عند علي بن موسى القمي فَذُكِرَ له خروج علوي باليمن يدعي الإمامة، فقال: حسني أم حسيني، فقيل: بل حسني، ويقال: إن له دون أربعين سنة، فقال: هو ذاك الفتى، هو ذاك الفتى. مرتين، فقلنا من هو؟ قال: كنا في مجلس أبي خازم القاضي يوم الجمعة، فدخل شاب له رَوَاء ومنظر فأخذته العيون ومَكَّنُوه؛ فجلس في غمار النَّاس، فما جرت مسألة إلا خاض فيها وذكر ما يختاره منها ويحتج ويناظر، فجعلوا يعتذرون إليه من التقصير، ثم أسرع