كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الكلام

صفحة 10 - الجزء 1

  وشبهه لا يُسمى كلامًا.

  واعلم أن كل كلام كلم، وكل كلم كلام قال الله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}⁣[النساء: ٤٦]، وقال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}⁣[فاطر: ٣٥]. وقال الحطيئة⁣(⁣١): (بسيط)

  المرء يفنى ويبقى سائر الكلم ... وقد يُلام الفتى يومًا ولَمْ يُلم⁣(⁣٢)

  فأما أن يكون بعض الكلم غير كلام فذلك غير واضح، قال سيبويه في أول كتابه هذا باب علم الكلم من العربية⁣(⁣٣)، وقد يكون الكلم جمع كلمة.

  فصل: وسمي كلاما لالتئامه بالقلوب، فكأنه يُكلمها بمعناه، قال الله تبارك وتعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤}⁣[النساء].

  قال بعض المفسرين: معناه جرح قلبه بالحكمة تجريحًا، وغير هذا التفسير أحب إلينا، ولكنا احتججنا به لأن اللغة تسعه.

  فصل: وهو ينقسم على ثلاثة أقسام: أسماء وأفعال وحروف، ويدل على صحة هذه القسمة السماع والإجماع والقياس.

  أما السماع فمن قول علي #: (يا أبا الأسود انح لهم نحوا فإن الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى)⁣(⁣٤).

  وأما الإجماع فما أجمع عليه المصنفون من قولهم: (الكلام ثلاثة)، ولم يقل أحد منهم خلاف ذلك.

  وأما القياس فإن الكلام كما ذكر طاهر بن أحمد | عبارة عن


(١) الحطيئة: هو جرول بن أوس من بني قطيعة بن عبس والحطيئة لقب به لقصره. وهو من فحول الشعراء ومتقدميهم، وهو من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام.

(٢) البيت غير موجود في ديوان الحطيئة.

(٣) الكتاب: ١/ ٢.

(٤) انظر: معجم الأدباء ١٤/ ٤٩.