أفعال ومصادر وضمائر وصيغ مختلفات.

  وكذلك الباقي يجري هذا المجرى فقس عليه وافهم هذه المعاني فإنّها حسنة وتحتها فوائد عظيمة وفقك الله وإيانا للصواب وقد اصطلح أهل الكلام على أشياء من هذا الجنس يزجرونَ بِهَا البهائم فقالوا للخيل هقط، قال الشاعر: (رجز)

  لما سمعتُ زجرتهم هقط ... أيقنت أنَّ فارسا ينحط⁣^(⁣١)

  وقالوا للثور وح. وقالوا للحمار سَا. وقالوا للغنم دري. وقالوا للإبل: هيد. وحل إلى أشياء كثيرة من هذا الجنس. ولم يكثر استعمال أكثرها في صريح اللغة فذكرتها لك لتعرف ما ورد منها غير مُعترض للحديث عليها لضعف أصلها فافهم ذلك.

بَابُ الأَسماء النُّواقِصِ

  وفيه ثلاثة أسئلة: كم هي؟ وبِمَ توصل؟ وما أحكامها؟

  فصل: أما كم هي فعشرة أسماء وهي: الذي، والتي، ويلحق بهما تثنيتهما وجمعهما نحو: الذين، واللذين، واللتين واللاتي، ومن، وما، وأي، وأن خفيفة، وثقيلة. وهما الناصبة للاسم والناصبة للفعل والألف واللام مع اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا بمعنى الحال والاستقبال نحو الضارب الآن والمضروب غدًا لأن المعنى الذي يضرب أو يُضرب والأولى بمعنى الذين. قال الشاعر: (رجز)

  هُمُ الأُلى إن فاخرُوا قال العُلا ... يفي امري فاخرهم عفر البرى⁣^(⁣٢)

  أي هم الذين. وذو في لغة طيّئ تقول: هُوَ ذو فَعَل، ورأيتُ ذو فعل، مررتُ بذو فعل، قال بعضهم: (وافر)

  فإنَّ البئر بئر أبي وجدي ... وبئري ذو حفرتُ وذُو طويتُ⁣^(⁣٣)

(١) البيت من الرجز انظر اللسان مادة: (هذا) ٩/ ٣٠١

(٢) البيت لابن دريد، انظر مقصورة ابن دريد لأحمد العطار: ١٢١.

(٣) البيت لسنان بن الفحل الطائي، انظر: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ٢/ ٥٩١.