باب علل البناء والإعراب
  ومتى جئت في الكلام بمبتدأين وأخبرتَ عن الآخر بناقص فأجريته خبرًا لغير من هو له كان العائد على الناقص من صلته ضميرين اثنين: أحدهما: يربط الخبر بالمبتدأ، والآخر يربط الصلة بالموصول، فإن وصل الناقص بفعل تضمن الضميرين لقوته مثل: زيد هند الذي يضربها فإن وصل باسم فاعل لم يتضمن الضميرين لضعفه عن رتبة الفعل ووجب إبرازهما جميعًا نحو قولك: زيد هند الضاربُها هي هو، فقولك: هو يعود إلى الألف واللام ليربط الصلة وهي تعود إلى هند لتربط الخبر. لأن الضارب هو زيد، وقد جرى خبرًا لهند وهو لغيرها وكذلك لو كان الناقص غير أجنبي بل يكون هو المبتدأ الثاني في المعنى، وجب إبراز الضميرين وعلى ذلك قول الشاعر: (المديد)
  كيف نشكو منك ما حل بنا ... أنا أنت الضاربي أنتَ أنا(١)
  فأنا مبتدأ وأنت مبتدأ ثان والضاربي خبر عن أنت وهو لأنا وأنت الثاني عائد على أنت الأول وأنا الآخر عائد على الألف واللام هكذا تفسيره. والله أعلم.
باب علل البناء والإعراب
  في المعرب والمبني
  وفيه ثلاثة أسئلة: ما المبني لعلة؟ والْمُعرب لعلة؟ وكم عدد علل البناء والإعراب؟ وما أحكامُها؟
  فصل: أما المبني لعلة فهو: جميع ما بني من الأسماء، لأن أصلها الإعراب فلا يُبنى منها شيء إلا لعلة. أما المعرب لعلة فجميع ما أعرب من الأفعال لأن أصلها البناء فلا تُعرب إلا لعلة فيقال: لم بُنيت الأسماء، وأعربت الأفعال؟ ولا يقال: لم بنيت الأفعال وأعربت الأسماء، إذ لا يُسأل عن الشيء لم جُعِل على أصله. فالمبني من الأسماء عشرة أنواع وهي: المضمرات مثل: أنا، وأنت فعلنا.
(١) البيت ذكره السيوطي دون نسبة انظر: الأشباه والنظائر: ٣/ ٩٠.