كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الاسم المبهم

صفحة 19 - الجزء 1

  عليها مثل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}⁣[الفاتحة]. ولا يجوز أن يتقدمها الفعل إلا في باب الاستثناء مثل ما نُعبد إلا إياك وفي باب الظن مثل: ظننتُ زيدًا أباك. وفي باب العطف مثل: رأيتُ زيدًا وإياك. قال الله تعالى: {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ}⁣[الأعراف: ١٥٥].

  والمتصلة: أربعة عشر مثل نفعك نفعكما نفعكم، نفعك، نفعكما، نفعكن، نفعه، نفعهما، نفعهم، نفعها، نفعهما، نفعهنَّ. نفعني، نفعنا. فهذه أبدًا وشبهها تكون في موضع نصب بحق المفعول، والناصب لها هو الفعل المتصل بها في الخط. ولا يكون الفاعل إلا متأخرًا عنها إذا كان ظاهرًا مثل: نفعك زيد، ونفعني عمرو، وهذه النون في نفعني وشبهه تُسمى نون العماد، لأن ياء النفس تطلب الكسرة، فعمد الفعل بهذه النون مكسورة ليسلم بناؤه، فقيل نفعني ولو قلت: نفعي لفسد اللفظ واختل المعنى.

  وضمائر الجر أربعة عشر وكلها متصلة، وتتصل بالأسماء فيحكم على مواضعها بالجر بإضافة الأسماء إليها، وتتصل بالحروف فتكون مجرورة بدخول حرف الجر عليها، ومثال الجميع: عملك لك، عملكما لكما، عملكم لكم، عملك لك، عملكما لكما عملكن لكن، عمله، له عملهما لهما، عملهن لهن، عملي لي، عملنا لنا.

  فهذه جميع المضمرات، وجملتها سبعون مضمرًا، وكلها معارف لأنها الأبعد إن عرفت وكلها مبنية وبنيت لشبهها بالحروف، وسنذكر تعريفها في باب المعرفة والنكرة، وعلل بنائها في باب علل البناء والإعراب إن شاء الله تعالى.

باب الاسم المبهم

  ويسأل فيه عن أربعة أسئلة ما المبهم؟ ولم سمي مبهما؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟

  فصل: أما ما المبهم؟ فهو كل اسم أقبلت عليه بالإشارة من نحو قولك: ذا