كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب عمل اسم الفاعل واسم المفعول

صفحة 115 - الجزء 1

  المصدر بلفظه، وعلى الزمان بصيغته، وعلى المكان باستقراره، وعلى الحال بهيئته، وعلى المفعول من أجله بعلته لأنه لا يُفعل فعل إلا في زمان، ومكان، وعلى صفة، وهيئة لعلة فافهم ذلك، واعلم أنا لما فرغنا من ذكر المرفوعات أوجب الترتيب أن نذكر بعدها المنصوبات، والناصب لها هي الأفعال. فذكرنا الفعل متعديًا، ولازمًا توصلاً بذكر العامل إلى شرح المعمول، وعلى هذا يجب أن يتبع الفعل ما يعمل عمله كاسم الفاعل والمفعول، والصفة المشبهة بهما والمصدر لأن ذلك كله يتناول المفعول به.

باب عمل اسم الفاعل واسم المفعول

  وفيه ثلاثة أسئلة: ما عملهما؟ ولِمَ عملا؟ وما أحكامهما في العمل؟

  فصل: أما ما عملهما؟ فالرفع في الفاعل والنصب في المفعول. فكل اسم فاعل بمعنى الحال والاستقبال يعمل عمل فعله إن لازمًا فلازم، وإن متعديًا فمتعد. وكذلك اسم المفعول إلا أنه لا يكون من اللازم ولا يعمل إلا عمل فعل لم يسم فاعله. ويتعدى بإن إلى ما يتعدى إليه الفعل الذي اشتق من مصدره، فمتعد إلى واحد، ومتعد إلى اثنين يجوز الاقتصار على أحدهما أو لا يجوز، ومتعد إلى ثلاثة، ومتعد بحرف جر يجوز، حذفه وبحرف جر لا يجوز حذفه مثال ذلك كله: هذا القائم أبوه، هذا: مبتدأ، والقائم: خبره، وأبوه: مرفوع بالقائم ارتفاع الفاعل. وتقول: هذا الضارب أبوه أخاه، والظان زيدًا عالمًا، والمعطي عمرًا درهما، والمعلم بكرا محمدًا أخير الناس، والشاكر عمرًا، والشاكر لعمرو، والمار بخالد، كل ذلك معمول لاسم الفاعل. كما تقول هذا يقوم أبوه، ويضرب أبوه أخاه، وهذا يظن زيدًا عالمًا، ويُعطي بكرًا درهما، ويعلم بكرًا هذا خير الناس، ويشكر عمرًا، ويشكر لعمرو، ويمر بخالد. فما كان فاعله بارزًا، مثل قولك: هذا الضارب أبوه أخاه، فهو بمنزلة فعل فارغ، وما كان فاعله بارزًا، مثل قولك هذا الضارب أبوه أخاه، فهو بمنزلة فعل فارغ، وما كان فاعله مستترًا، مثل قولك: هذا الظان زيدًا عالمًا فهو بمنزلة فعل