باب التثنية
  وأم، وبل، ولكن، ونعم، وأي، وأجل، وهل، وقد ولو، ونون التأكيد الخفيفة، ولام التعريف، وتاء التأنيث، وهاء السكت، وأي، وأيا في النداء، وكل حرف آخره ألف مثل: إلى وعلى وحتى، وما ولما وما أشبه ذلك، فهذه جميع المبنيات.
  فصل: وأحكامه التفصيل بين تحريكه وتسكينه وعلل بنائه.
  فما بني من الأفعال والحروف فعلى الأصل ولا سؤال عنه لم بُني؟ إذ لا يقالُ لم جُعِلَ الشيء على أصله؟ وما كان مبنيا على حركة ففيه سؤالان: لِمَ بُني على الحركة؟ وما بُني من الأسماء فلعلة؛ سبيلك أن تسأل عن تلك العلة حتى تعرفها - كما ذكر الزجاج -؛ لأن أصلها الإعراب، فلا يُبنى شيء منها إلا لتضمن حرف أو مَعْنَى حرف، أو مُشابهة حرف، أو لوقوعه موقع مبني، وسترى ذلك مشروحًا في باب غير هذا الباب إن شاء الله.
  فما بني منها على الوقف ففيه سؤال واحد لم بُني؟ وما بُني على حركة ففيه ثلاثة أسئلة: لم بُني؟ ولِمَ بُني على حركة؟ ولِمَ خُصَّ بحركةٍ دُونَ أخرى؟ فافهم ذلك وقس عليه تصب إن شاء الله.
باب التثنية
  ونعرض فيه ثلاثة أسئلة ما المثنى؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما المثنى؟ فهو كُل اسم ضممت إليه مثله من جنسه وعبرت عنهما بلفظ واحد للاختصار نحو قولك: جاءني الرجلان والمرأتان. وأصل التثنية العطف، فإذا قلت جاءني الزيدان، فالأصل زيد وزيد، فعبر عنهما بعبارة واحدة فكان أخصر، ولو اضطر شاعر رجع إلى الأصل كما قال الشاعر، وهو رؤبة: (رجز)
  كأن بين فكها والفك ... فارة مسك ذُبحت في شك(١)
  أراد بين فكيها.
  فصل: والمثنى ينقسم على ثلاثة أضرب، صحيح، نحو قولك: الرجلان
(١) هذا الرجز منسوب لمنظور بن مرثد الأسدي انظر: شرح المفصل: ٤/ ١٣٨، ٨/ ٩١.