كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المفعول من أجله

صفحة 128 - الجزء 1

  وتضمنه الحروف والظروف، والأخبار، والصفات والأحوال لأجل النيابة عن الفعل، والنائب في حُكم المنوب عنه فافهم. ذلك.

باب المفعول من أجله

  وفيه أربعة أسئلة ما المفعول من أجله؟ وكم شرائطه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟

  فصل: أما ما المفعول من أجله؟ فهو كل اسم ذُكِرَ علةً للفعل، وعُذرًا للفاعل، مثل جِئتُك نُصْحًا لك، ولنصحك لي، وجئتك لزيد.

  فصل: وشرائطه ست وهي أن يكون مصدرًا في الغالب، الثاني: أن يكون فعله محذوفًا، الثالث: أن يكون معه فعل قد حذف مصدره الرابع: أن يكون مُقدرًا بلام الغرض، أو تكون معه ظاهرة. الخامس أن يكون علة للفعل كما قدمنا، السادس: أن يكون عذرًا للفاعل وجوابًا لقائل. قال: لم فعلت إذا تأملت قول القائل: جئتك طمعا في برك، وخوفًا من السلطان، أو ابتغاء للخير، وجدته قد جمع الشرائط الست. لأنه مصدر قد حذف فعله، وهو طمعت طمعًا، وقد جيء ء معه بفعل قد حذف مصدره، وهو جئتك طمعًا وكان مصدره مجيئًا، وهو مقدر بلام لأن المعنى جئتك للطمع أو لأجل الطمع، ثم هو أيضًا - أعني الطمع - علة المجيء، وسببه، وعذر الفاعل وجواب السائل. وقلنا في الغالب احترازًا من مفعول ليس بمصدر وهو جئتك لزيد وللمتاع، وما أشبه، قال الله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}⁣[الإنسان: ٩].

  فصل: وأما على كم ينقسم؟ فهو ينقسم على ثلاثة أضرب: مصدر صريح مثل: {خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}⁣[البقرة: ٢٤٣]، ومقدر بالمصدر، وهو يكون بأن والفعل المُقدرين بالمصدر مثل: جئتك لأن أكرمتني، والتقدير لإكرامك إيَّاي واسم ليس بمصدر ولا مقدر، به، مثل: جئتك للوح، وجئتك للكتاب وما أشبهه فالمصدر الصريح والمقدر به يكونان من فعل الفاعل