كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 406 - الجزء 1

  وجمهور ما يحتاج إلى معرفته نيف وثلاثين نوعًا وهي: الابتداء، والاعتماد، والطباق والتجنيس والتقسيم والتسهيم، والتصدير، والترديد، والتبيين، والتقريع، والتتميم، والتصريع، والتفويف، والتسبيغ، والتلميح، والترصيع، والتشبيه، والالتفات، والتوشيح، والإعنات، والتدارك، والاستعارة، والنظر، والإشارة، والتقفية، والمبالغة، والاستطراد، والمنافرة، والمماثلة، والتسميط، والتخميس.

  وأنا مفرد إن شاء الله بابًا لتفسير هذه الألقاب في عقب هذا الباب أذكرها فيه وأستشهد على كل شيء منها ببيت أو بيتين وأشرحها لك على الترتيب وبالله التوفيق.

باب شرح المعاني المذكورة

  فصل: أما الابتداء: فينبغي للشاعر إذا ابتدأ قصيدته أن يبتدأها بما يدلُّ على غرضه ويفصح به عن المذهب الذي ذهب إليه في شعره بمراده في أول بيت ابتدأ به كلامه فيعرف المعنى الذي قصده من أول وهلة كما قال أوس بن حجر: (منسرح)

  أيتها النفس أجملي جزعا ... إنَّ الذي تحذرين قد وقعا⁣(⁣١)

  فهذا أحسن ما ابتدأت به مرثية. وفي الشكوى والمعاتبة قولُ النابغة الذبياني:

  كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب

  وفي التحنن على الأحبة والبكاء على مفارقتهم والوقوف في منازلهم وتسمية المواضع الخالية منهم قول امرئ القيس:

  قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

  ويحسنُ بالشاعر أن يتجنب من الابتداءات ما يتطير به مثل قول البحتري: (طويل)


(١) البيت من المنسرح انظر: ديوانه /١٣، والشعر والشعراء لابن قتيبة/ ٢٠٧، وفيه: (تكرهين) بدل (تحذرين)، ونسب إليه في شعراء النصرانية: ٤/ ٤٩٢، والنقد عند اللغويين العرب / ٢١١. والأغاني: ١١/ ٦٨، وهبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام/ ١٥.