فصل: والحروف تنقسم على ضربين:

  عاملة، وغير عاملة: فالعامل يقال فيه: ما عمله؟ وما معناه؟ وغير العامل يقالُ فيه ما معناه لا غير؟ فما استبد من الحروف بالأسماء عمل فيها رفعا ونصبًا وجرَّا، وما استبد بالأفعال عمل فيها نصبًا وجزمًا سوى ما تنزل منزلة الجُزء من الكلمة؛ نحو الألف واللام، وياء النسب، وياء التصغير، وحروف التثنية والجمع في الأسماء، والأفعال نحو السين وسوف وحروف المضارعة ونوني التأكيد، وتاء التأنيث في الأفعال، وسنفرد لكل واحد من قسمي الحروف بابا إن شاء الله.

باب الحروف العاملة

  ويسأل فيه عن ثلاثة أسئلة: كم الحروف العاملة؟ وما معانيها؟ وعلى كم تنقسم؟

  فصل: أما كم هي؟ فثمانية وأربعون حرفًا.

  فصل: وأما معانيها؛ فلكل واحد منها معنى يُذكر حيث يعمل في بابه.

  فصل: وهي تنقسم على ضربين: ضرب منها يعمل في الأسماء، وضرب منها يعمل في الأفعال.

  فعوامل الأسماء ثلاثة وثلاثون حرفًا، ثمانية عشر حروف جر، وهي: من، إلى، في، الباء الزائدة، اللام الزائدة، رب و واوها، وفاؤها، هذه ستة محضة لا تكون إلا حروف جر، وعن وعلى وكاف التشبيه ومع ومذ، ومنذ، وحتى بمعنى إلى، وواو القسم وتاؤه، وحاشا، وخلا، وعدا، وهذه مشتركة.

  وفي الثلاثة الأخيرة خلاف؛ من جرَّ بها جعلها حروف جر. ومن نصب بها جعلها أفعالاً متصرفة.

  فكل هذه الحروف تجر الأسماء لفظا نحو: مررتُ بزيد، وجبيتُ من عمرو، وتقديرًا نحو: حييتُ من موسى إلى يحيى، وتوصل إليها معاني الأفعال، وكلها تتعلق بفعل أو معنى فعل، فما وقع منها صلة للذي والتي وأخواتهما مثل: الذي من