كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الاسم المضمر

صفحة 17 - الجزء 1

  وفو زيد، ورأيتُ أباك، وفا زيد وعجبتُ من أبيك وفي زيد، قال امرؤ القيس: (طويل)

  وباتت تمج المسك في في ضجيعها ... بطيب لثاة غير كُره المقبل

  وإنما أعربت بالحروف دون الحركات لاعتلالها، وذهاب لاماتها، فصار الحرف كالعوض من لام الكلمة المحذوفة، وخصت الألف والواو والياء بالقيام مقام الحركات لوجهين:

  أحدهما: أنها متولدة منها. فالواو من الضمة، والألف. من الفتحة، والياء من الكسرة.

  والوجه الثاني: أن حروف العلة تثبت وتسقط ويعقب بعضها بعضًا كالحركات، لأنها هوائية لا حَظّ لها في مخارج الحروف فاستخفت لذلك فهي حروف إعراب، ودلائل عليه، وليست نفس الإعراب فافهم. وقد قيل: إنها أعربت بالحروف توطئة للتثنية والجمع والوجه ما قدمناه. وقيل: هي معربة بالحركات والحروف معًا وهو ضعيف إذ الشيء الواحد لا يعرب بشيئين، وإنما جيء بالحركات ليمكن النطق بالحروف فافهم ذلك. وهذا كله حديث على المفردات، فأما المثنيات والمجموعات فلها أبواب تُذكر فيها مفصلة إن شاء الله تعالى.

باب الاسم المضمر

  ويسأل فيه عن ثلاثة أسئلة: ما المضمر؟ ولم سمي مضمرا؟ وعلى كم ينقسم؟

  فصل: أما ما المضمر؟ فهو كل اسم دل باختلاف صيغه على اختلاف معانيه، مثل: أنا وأنت وهو ونفعك ونفعكما، ونفعكن.

  فصل: وسُمي مضمرًا لأنه كُنّي به عن الظاهر للاختصار، ألا ترى أن قولك: إخوتك قاموا أخصر من قولك: قام إخوتك فلان وفلان إلى منتهى العدد.

  فصل: وهو ينقسم على ثلاثة أضرب: ضمائر رفع، وضمائر نصب، وضمائر جر، فضمائر الرفع ثمانية وعشرون، أربعة عشر منفصلة، وأربعة عشر متصلة. فالمنفصلة: أنت، أنتما أنتم أنتِ أنتما، أنتن، هو هما، هم، هي، هما، هنَّ، أنا،