باب الوقف
  في القوافي وذلك خلاف الأصول لأنَّ العرب لا تقفُ على متحرك بتنوين كما لا يبتدئ بساكن. وللوقف أحكام أخر نذكرها في باب يعقب هذا الباب إن شاء الله سبحانه.
بَابُ الْوَقْف
  وفيه ثلاثة أسئلة ما الوقف؟ ولِمَ جيء به؟ وعلى كم ينقسم؟
  فصل: الوقف ضد الوصل وللقراء فيه حديث طويل واختلاف شديد لأن مذاهبهم مستندة إليه، ومعتمدة عليه. ومنهم من يوجبه ومنهم من يستحسنه ويفرقونَ به بين المعاني في مثل قوله تعالى: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}[البقرة: ٢٥٧] فيقفون على كفر لأن لا يحسب الجاهل إذا سمع القراءة فبهت الذي كفر والله إن الله بهت مع الكافر، وإن الواو عاطفة، ومثله: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا}[البقرة: ٢٥٧] فيقفون على النور لأن لا أنّ الله يحسب يخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور هم والذين كفروا.
  وفي الفرق بين المعاني مثل قوله تعالى: {الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢}[البقرة] كلام مستأنف وفى قراءة آخرين: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢}، كأنه قال ذلك الكتاب هدى للمتقين. ومثله: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥}[البقرة] جواب لأول القصة ومنه: {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}[النساء: ١] ويصل الأرحام وينصبه عطفًا على اتقوا الله والأرحام ويقف على به في قراءة حمزة ثم تستأنف الأرحام قسما مخفوضًا فتقول: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} ثم تقول: {وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ١}[النساء].
  فصل: وجيء به لوجهين: أحدهما: ما قدمنا مِن الفروق بَيْنَ المَعَانِي المختلفة، والثاني للراحة على النفس عند انقطاع النفس. ولذلك سقط منه الإعراب