كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب النهي

صفحة 277 - الجزء 1

  وضعف الجزم مع حذف اللام مثل: يقم زيد لأجل تقدير اللام، وإعمالها محذوفة وهو غير جائز. إذ الحرف لا يعمل محذوفًا. فإن كان عامل فعل كان أضعف لأن أصل الفعل البناء. فالإعراب فيه غير أصل، وإنَّما يُرفع الفعل كما قدمنا وأكثر القراءة يُحذر، برفع يحذر. ويجوز دخول اللام على الحاضر. وهو قليل مثل: لتقم يا زيد. وما روي في الحديث: «لتأخذوا مصافكم» وقد قُرِئَ: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}⁣[يونس] فإن كان الفعل لِمَا لَمْ يُسم فاعله لم يكن إلا باللام حاضرًا أو غائبًا، وقد ذكرناه قبل هذا الباب مثل لتعن بحاجتي يا فلان. ولتعجب يا زيد بهذا الأمر. ولام الأمر تكون في الابتداء مكسورة مثل: {لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ}⁣[الحج: ٢٩] وفي الوصل ساكنة مثل: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ٢٩}⁣[الحج] ومنهم من يكسرها على كل حال.

بَابُ النَّهْي

  ولك فيه ثلاثة أسئلة: ما النهي؟ وعَلَى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟

  فصل: أما ما النهي فَهُو قولُك لمن تخاطبه لا تفعل إذا كان حاضرًا ولا يفعل فلان إذا كان غائبًا وحقيقته ما أوجب الانتهاء.

  فصل: ولفظه يخرج على ثلاثة أقسام: منع، واستعفاء، وتحذير.

  فالمنع هو النهي الحقيقي، وهو ما أوجب الانتهاء. وتعلق بتركه الثواب، وبفعله العقاب. وكان من قادر على الجزاء وذلك من نحو قول الله سبحانه: {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}⁣[المائدة: ٩٥]، و {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ}⁣[الأنعام: ١٥١]، {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ}⁣[الأنعام: ١٥٢]، {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}⁣[هود: ٨٥]، {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ١٨٣}⁣[الشعراء]، {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}⁣[النساء: ١٧١].