باب ما يمد فيكون له معنى ويقصر فيكون له معنى آخر
  والمَرْءُ يُبْلِيه بَلاء السِربَالْ ... مر الليالي وَانْتِقَالُ الأحوال(١)
  وسواء لغة في سوى والقَلا البُعْضُ، ومَاءٌ رواءٌ قَالَ الشاعر: (رجز)
  مَاء رَوَاءٌ وَنَصِيٌّ حَوْلَيَة ... هذا بأفْوَاهِكِ حَتَّى تَئبِيه(٢)
  وكان من لغته كسر حرف المضارعة إذا فُتِحَ أوّل ذلك كله مد، وإن كسر أو ضم قصر فالمضموم مثل: النُّعْمَى، والبُؤسَى، والعُليى، والرُّغْبَى، والعُلا، والضُّحَى. والمكسور مثل: البلى، والإنى - وقت حضور الشيء – قال الله تعالى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}[الأحزاب: ٥٣]. وسوى، والقلى، وماء روى، قال ابن دريد: وَطَبّق البطنَانِ بَالْمَاءِ الرّوَى(٣)
باب ما يمد فيكون له معنى ويُقصَرُ فيكون لَهُ مَعْنَى آخِرُ
  فَمِنْ ذلك الهواء من الجو، ممدود، وهوى النفس مقصور والسناء من المجد ممدود، وسنى البرق مقصور والثراء كثرة المال ممدود، والثرى التراب مقصور. والعشاء والغداء ممدودان. والعشى في العين مقصور والرجاء الطمع ممدود، ورجا البئر مقصور والصفاء من المُصافَاة ممدود. والصفا الصخر مقصور. والفتاء حداثة السن ممدود، والفتى واحد الفتيان مقصور، قال الشاعر في المد والقصر جميعًا: (وافر)
  إذا عاش الفَتَى مائتين عامًا ... فَقَدْ ذَهَبَ البشاشة والفتاءُ
  والخلاء من الخلوة ممدود والخلا الحشيش الرَّطب مقصور. والجلاء إذا أجلى القوم من بلدهم أي: خرجوا ممدود، قال تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ
(١) انظر: ديوانه، في مجموع أشعار العرب: ٢/ ٨٦.
(٢) البيت للزفيان السعدي انظر: ديوانه الملحقات/ ٤، والنوادر ٩٧.
(٣) البيت لابن دريد: انظر: مقصورته ١٢٦.