باب الحروف التي ليست بعاملة
  قتلت بعبد الله خير لداته ... ذُوابًا ولم أفرح بذاك وأجزعا
  أو كان في صدر الكلام مصدر مثل قول الشاعرة: (وافر)(١)
  للبس عباءة وتقر عيني ... أحبُّ إليَّ من لبس الشفوف
  وأو بمعنى إلى أن، ولام الجحود بمعنى أن تقول: أريد أن أزورك، وما كنت لأقطعك؛ أي: لأن أقطعك وكذلك الباقي ومنها خمسة تجزم الفعل المستقبل ما لم يتصل به إحدى النونات الثلاث وهي: لم ولَمَّا ولام الأمر ولا في النهي وإن في الشرط مع ما حمل عليها من الأسماء والظروف، نحو: لم يفعل وإن يفعل أفعل وكذلك الباقي. فهذه جُملةُ الحروف العاملة قد أجملت في هذا الباب وسيأتي شرحها في كتاب العامل والمعمول مستوفى إن شاء الله، وبالله التوفيق.
باب الحروف التي ليست بعاملة
  ويعرض فيه ثلاثة أسئلة: كم هي؟ وما معانيها؟ ولِمَ لَمْ تعمل؟
  فصل: أَمَّا كم هي: فهي تسعة وستون حرفًا، منها خمسة عشر تدخل على المبتدأ في الغالب، ولذلك سميت حروف ابتداء، وهي: أنما، وإنما، وكأنما، ولكنما وليتما لعلما، وأمَّا بمعنى التفضيل بين الشيئين، نحو قولك: أما زيد فكريم، وأمَّا عمرو فبخيل، وأمَّا محمد، فعاقل، وأمَّا العلم فواسع، ويلزم في جوابها الفاء. وأما خفيفة بمعنى الافتتاح نحو أن يقول لك قائل: افعل كذا، فتقول: أما زيد حاضر، وأكثر دخولها على المبتدأ ومعه إنَّ قال الشاعر(٢): (الطويل)
  أما إنه لولا الخليط المودَّعُ ... وربع عفا عنه مصيف ومَربَعُ
  ولولا بمعنى الامتناع، أعني: أنه يمتنع بها الشيء لوجود غيره، وفي المثل: (لولا عليّ لهلك عمر) تقديره: امتنع هلك عُمر لوجود علي، وحتى إذا دخلت على
(١) هي: ميسون بنت بجدل الكلابية زوجة معاوية، والبيت من قصيدة تحن فيها إلى البادية، انظر: الكتاب: ١/ ٤٢٦.
(٢) البيت لأبي تمام انظر: ديوانه تحقيق شاهين عطية، ص ١٦٧.