باب جمع المذكر المكسر
  [ص]، ولَمَّا كان قبل هذه الواو والياء فتحة لأجل الدلالة على الألف شرطنا أن يكون قبل الواو في الصحيح ضمة، وقبل الياء كسرة لعدم الألف هنالك.
  فصل وأمَّا المركب فلا يخلو أن يكون من جملة قد عمل بعضها في بعض، أو من جملة لم يعمل بعضها في بعض، أو من اسم مع صوت.
  فإن كان من جملة قد عمل بعضها في بعض نحو: رجل سميته بفعل وفاعل مثل: برق نحره، أو بمبتدأ وخبر نحو: زيد قائم أو بفعل ومفعول نحو: تأبط شرًا، وأردت جمع شيء من ذلك اجتلبت له ذوو في الرفع، وذوي في النصب والجر، فقلت: جاءني ذوو برق نحره، ورأيت ذوي تأبط شرا، ومررتُ بذوي زيد قائم. والأصل ذوون وذوين، وإنما حذفت النون للإضافة فقال الكميت: (وافر)
  ولا أعني بذلك أرذليكم ... ولكني عنيت به الذوينا(١)
  أراد به ذا فائش، وذا كلاع وذا ظليم. وإذا أضفت إلى الجملة لم تُغير شيئًا من حركاتها، لأنها بمنزلة اسم مفرد مبني، وإن كان من جملة لم يعمل بعضها في بعض جمعته على لفظه نحو: رجال سميت كل واحد منهم خمسة عشر، أو غير ذلك من المركب، فقلت فيه: جاءني خمسة عشرون، ورأيتُ خمسة عشرين.
  وإن كان من جُملة مركبة من اسم وصوت مثل سيبويه وعمرويه، ودرستويه، ونفطويه، كان فيه قولان إن شئت قلت، سيبويهون، وسيبويهين، وإن شئت قلت: ذوو سيبويه، وذوي عمرويه فافهم ذلك وفي هذا الواو والياء من هذا والجمع ست علامات: علامة الجمع والتسليم والتذكير والتقليل، والإعراب، وحرف - عند سيبويه -، وخمس عند الأخفش، وهي عند الكوفيين نفس الإعراب، وقد ذكرنا بعض ذلك في التثنية.
باب جمع المذكر المكسر
  الاسم المجموع جمع التكسير لا يخلو أن يكون ثلاثيًا أو رباعيًا وخماسيا.
(١) ورد هذا البيت منسوبًا له في ديوان أبي تمام ١/ ٣١٥.