باب بدل الحرف من الحرف
بَابُ بَدَلِ الحَرْفِ مِنَ الحَرْفِ
  اعلم أنَّ الكتاب قد استحسنوا إبدال حرف من حرف واصطلحوا على ذلك. وأكثر ما يكون البدل بأربعة أحرف وهي: الواو من الألف، والألف من التنوين، ونونُ التأكيد الخفيفة والهاءُ من تاء التأنيث، والياء من الهمزة.
  فصل: الواو تبدل من الألف في ثلاثة أحرف وهي: الصلوة والزكوة، والحيوة ما دامت مفردة اتباعًا للمصحف والألف تُبدل من التنوين ونون التأكيد الخفيفة إذا كان التنوين مع الاسم المنصوب مثل: رأيتُ زيدا، نون التأكيد مع فعل الواحد المذكر مثل: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ١٥}[العلق]، {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢}[يوسف].
  فصل: والهاء تبدل من تاء التأنيث في الأسماء خاصة في مثل: قائمة، وقاعدة لأنها ترجع إليها في الوقف فكتبت هاء فرقًا بينها وبين التاء التي في الفعل مثل: قامت، وقعدت، وقد شبه بهذا الفعل ثلاثة أحرف وهي: ثُمّت، وربَّت، ولات. قال الشاعر: (رجز)
  ثُمَّتَ جَاءَ المَروتَين فسَعَى(١)
  وقال آخر: (رجز)
  وَربَّت أكلة منَعَتْ أَخَاهَا ... بلدة ساعة أكلاتِ دهر(٢)
  وقال الله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ٣}[ص]، وقد كتب الكوفيون: رحمت الله وسنت الله في الذين خلوا ويا أبت إني أخافُ. بالتاء وكتابتها بالهاء أجود. لأنَّ الكلمة في الخط مهيأة للوقف. وهي ترجع في الوقف إلى الهاء وكذلك كتبوا لنسفعًا وشبهه بالنون على اللفظ في الوصل.
(١) البيت من الرجز وهو لابن دريد: انظر مقصورة ابن دريد/ ١٢٠، وصدره
ثُمَّتَ طَافَ وَانْثَنَى مستلما
(٢) البيت من البحر الوافر ولم أهتد لقائله.