كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المبتدأ وخبره

صفحة 73 - الجزء 1

  ثانيه، وقلبت عينه ألفًا لانفتاح ما قبلها إذا كان ثلاثيا، فقلت: يُسام وتباعُ. ومن الأفعال ما لا يُستعمل إلا لما لم يُسم فاعله غالبًا مثل: عنيتُ بالأمر وأولعتُ به، وطل دمه، وغُمِنَ الرجل رأيه، ورُهصت الدابة، ونتجت الناقة، وزُهيت علينا يا رجل، وفُلحَ الرجل من الفالح، وغم الهلال، وغُشي على الرجل وأهل الهلال، واستهل الهلال، وشدهت عنه. وامتقع لونه. ونُعست المرأة، ونحو ذلك. وإذا أمرت بهذا الفعل حاضرًا لم يكن إلا باللام لتُعن بحاجتي يا رجل، ولتولع بالأمر، فافهمه.

  فصل: وأما أي فعل لا يجوز أن يُبنى لما لم يسم فاعله فستة أنواع: كان وأخواتها، وما تصرف منها، وما حُمِلَ عليها، والفعل الخاص للطباع، وكُل فعل انتصب فاعله على التمييز والأفعال الستة التي لا تنصرف، والألوان والعاهات مثال ذلك كله كان زيد قائمًا، وشرف زيد، وتصبّب بدنه عرقًا، ونِعْمَ الرجل أخوك، واحمر زيد واعور. لا يجوز أن تقول: كُنى زيد، ولا شرف زيد، ولا تُصَبّب، ولا أنعم، ولا أُحمر ولا أعور فافهم ذلك.

باب المبتدأ وخبره

  ولك في هذا الباب سبعة أسئلة وهي ما المبتدأ؟ وما أحكامه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما الخبر؟ وما أحكامه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما يجوز حذفه منهما وما لا يجوز؟

  فصل: أمَّا ما المبتدأ؟ فهو كل اسم ابتدأت به لتخبر عنه معرّى من العوامل اللفظية، وذلك نحو قولك: الله ربنا إذا أخبرت عن الإلهية بالربوبية، وربنا الله؛ إذا أخبرت عن الربوبية بالإلهية، ومثله محمد رسول الله، وزيد قائم.

  فصل: وحكم المبتدأ أن يكون مرفوعًا بعامل معنوي ذلك المعنى هو الابتداء، والابتداء هو اهتمامك بالشيء قبل ذكره وجعلك له أولاً للثاني، ذلك الثاني حديث عنه، سواء ظهر فيه الرفع أو قدر، مثل: زيد قائم، وموسى قاض. وإنما أعطي الرفع لمضارعته الفاعل وضارعه من حيث كان كل واحد منهما يطلب الخبر،