باب عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل
باب عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل
  وفيه ثلاثة أسئلة: ما عملها؟ ولم عملت؟ وما أحكامها؟
  فصل: أما ما عملها؟ كالرفع والنصب والجر فمرفوعها مشبه بالفاعل، مثل: مررت برجل حسن وجهه، كأنك قلت: حَسُن وجهه، ومنصوبها مشبة بالمفعول إذا كان معرفة، مثل: مررتُ برجل حسن الوجه كأنك قُلت: حسن الله والوجه منه. وإن كان نكرة كان تمييزا مثل: مررتُ برجل حسن وجهًا، وإن شئت نصبته على التشبيه أيضًا بالمفعول، ومجرورها مُضاف إليه إضافة غير محضة أو تشبيه بالمضاف إليه، وذلك مثل: مررتُ برجل حسن الوجه، وبالرجل الحسن الوجه، وإنما قلنا إن مرفوعها مشبة بالفاعل لأنه ليس معه فعل صريح، وقُلنا: إن منصوبها مشبه بالمفعول لأنه في المعنى فاعل، وإذا قُلت برجل حسن الوجه، فالمعنى: أن الرجل هو الحسن، والوجه بعضه موصوف الحسن وقلنا مجرور ما مشبه بالمضاف إليه؛ لأن إضافته يقدر فيها الانفصال، ولذلك كنت تضيف في هذا الباب ما فيه الألف واللام، فتقول: يا لرجل حسن الوجه، وذلك ممتنع في غير الباب، وإنما جاز ذلك لأنها لا تعرف المضاف في مثل: مررتُ برجل حسن الوجه، فلو كان حسن معرفة لم يجز صفة لرجل وهو نكرة، فلما كانت لا يعرف المضاف جاز: مررتُ بالحسن الوجه خلافًا للعربية إذ لا يجوز في: مررتُ بغلام، الرجل مررتُ بالغلام الرجل، وعلتهم في ذلك أنهم لم يجمعوا بين الألف واللام والإضافة، لأن لا يجمعوا على الكلمة تعريفين من شيئين مختلفين، وقياس الحسن.
  والوجه قولك يا لرجل الغارة العبد والطالق المرأة والشديد القوة والعنيف اليد والعابد الابن والصائم الأب والصادق الأخ، وما أشبه ذلك وإنما مثلتُ لك بهذا كله لينفتح لك باب القياس.
  فصل: وأمَّا لِمَ عَمِلَتْ؟ فلمشابهتها اسم الفاعل، وأشبهته من قبل جواز التذكير والتأنيث، والتثنية، والجمع، ومن حيث كان الكل يجري صفة لما قبله، تقول في التذكير والتأنيث مررتُ بالحسن الوجه والحسنة الوجه، كما تقول: