كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحكاية

صفحة 308 - الجزء 1

  ومنهم من يوهن همزة القطع ويحقق همزة الاستفهام وقد قُرئ: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ}⁣[المائدة: ١١٦].

  فصل: وألف الأصل تكون في الأسماء والأفعال ولا تكون في الحروف لأنها لا تعرف إلا بالوزن والحروف لا توزن وإنَّما تقع فاء في الكلمة أو عينًا أو لاما، فالتي تلزم الفاء مثل: أرض، وأمر، وأخذ، وأكل. وأمر، وأخذ، وأكل، والتي تلزم العين: رأس، وفأس، وسأل وزأر والتي تلزم اللام مثل: حناء وقثاء، وقرأ، يقرأ. فإذا عرفتها فحكمها حكم ألف القطع في ثبوتها لفظًا، وخطا ووصلاً وابتداء والفرق بينهما: أن ألف الأصل تثبت في الماضي والحال والمستقبل والمصدر والفاعل والمفعول والظرف والآلة والنهي وتسقط في الأمر مثل: أكل، يأكل، سيأكل أكلاً. فهو آكل والمفعول مأكول والظرف مأكل والآلة مئكلة والنهي لا تأكل فإذا صِرْتَ إلى الأمر أسقطتها فقلت: كُل، خُذ، مُر {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}⁣[البقرة: ٢١١]. وألف القطع تثبت في الماضي والأمر والمصدر وتسقط في سائر ما ذكرنا لأنها زائدة في الوزن فتقول: أكرم زيد، وأكرم يا زيد إكراما بوزن أفعل، وأفعل فهي تقعُ قبل الفاء زائدة ثم تقول: يُكرم، وسيُكْرِم، وهو مُكْرِمٌ والمفعول مُكرَّم وظرف الزمان والمكان مَكْرَم أيضًا، والآلة مكرمة القوم، والنهي لا تكرم. فافهم ذلك.

بَابُ الحكاية

  وفيه ثلاثة أسئلة: أما ما الحكاية؟ وعَلَى كم تنقسم؟ وما أحكامُهَا؟

  فصل: أما ما الحكاية؟ فهي: إعادة الكلام المحكي لفظا أو معنى.

  فحكاية المعنى تكون بلفظ منصوب، وانتصابه عَلَى النعت لمصدر محذوف فإذا قال القائل: الله خلق السماوات والأرض، وحكيت معنى قوله له قلت: حقا، أو صدقًا، والمعنى قلت قولاً حقًا. وكذلك لو قال: إن الله ثالث ثلاثة، أو عزير ابن الله قلت له: قُلت باطِلاً أو كذبًا، أو كفرًا، وما أشبه ذلك.

  وحكاية اللفظ إعادة الكلام المحكي على ما هو عليه نحو أن تقول: جاءني