باب الأفعال اللازمة
  أحدهما معنوي، والآخر لفظي.
  فالمعنوي: يعمل بالرفع في كل فعل في أوله إحدى الزوائد الأربع ما لم يدخل عليه ناصب ولا جازم، ولم يكن معه نون تأكيد خفيفة ولا شديدة، ولا نون جماعة المؤنث لأنه يبنى مع هذه النونات الثلاث وذلك المعنوي هو وقوع الفعل موقع الاسم في الصفة والخبر والحال، هذا هو الوجه الصحيح المختار. وقيل إنه يُرفع بسقوط النواصب والجوازم وهو ضعف لأن السقوط غير شيء فلا منه يصح منه العمل.
  واللفظي: يعمل النصب والجزم، وهو تسعة أحرف مع ما حُمِلَ عليها: فأربعة للنصب وهي: أن، ولن، وكي، وإذن، وخمسة للجزم وهي: لم، ولما، ولام الأمر، ولا في النهي، وإن في الشرط. وسيأتيك بيان نواصب الفعل وجوازمه إن شاء الله تعالى. واعلم أن الأفعال تنقسم قسمين: لازمة ومتعدية، وسنفرد لكل واحد منهما بابًا نستوفي فيه شروحه إن شاء الله سبحانه.
باب الأفعال اللازمة
  وفيه أربعة أسئلة ما الفعل اللازم؟ ولِمَ سُمّي لازمًا؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما الفعل اللازم؟ فهو كل فعل لا دليل فيه على مفعول، مثل: قام زيد، وظرف محمد، واحمر البسر، وما أشبه ذلك.
  فصل: وسُمّي لازما، للزومه على فاعله؛ لأن الفعل إنما جاء في الأصل لشيئين: وهُما رفع الفاعل والدلالة عليه، ثم قويت بعد ذلك أفعال فتعدت إلى مفعول.
  فصل: وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: فصل لا يتعدى البتة بنفسه ولا بواسطة من غيره؛ وهي أفعال الألوان وأفعال الطباع والعاهات. فالطباع مثل: كبر وصغر، وطال، وقصر، وحسن، وقبح والألوان مثل: احمر وابيض، واصفر، وفيها ثلاث