كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحرف

صفحة 27 - الجزء 1

  قال كلثوم بن صعب: (طويل)

  فليت غدًا يوم سواه وما بَقَى ... من الدهر ليل يحبس الناس سرمدا⁣(⁣١)

  وقال حريث بن ضرار⁣(⁣٢): (طويل)

  تصاممته حتى لقاني بغيه ... فأفرغ منه مخطئ ومُصيب

  وكل ذلك في الثلاثي، فأما الرباعي فليس له غير وزن واحد وهو: فعلل يُفعلل، مثل قرمط يُقرمط، وقرطس يقرطس، فاعرفه.

  فصل: وكل الأفعال متصرفة إلا ستة أفعال منها؛ وهي: نعم، وبئس، وحبذا، وفعل التعجب وليس وعسى والتصرف يكون بالماضي والحال والمستقبل والأمر والنهي، مثال: الجميع ضرب، يضرب، سيضرب، اضرب، لا تضرب.

  وجميع هذه مشتقة من الضرب وهو المصدر؛ إذ كلها تدل عليه؛ لأن دلالة الفعل دلالتان كما قدمنا وكذلك اسم الفاعل مثل ضارب، واسم المفعول مثل: مضروب، والآلة مضربة، والظرف مثل: مضرِب، تكون أبدًا مشتقة من الضرب. وللآلة والظرف أحكام تُذكر في باب التصريف إن شاء الله تعالى.

باب الحرف

  وفيه أربعة أسئلة: ما الحرف؟ ولم سُمّي حرفًا؟ وما علاماته؟ وعلى كم ينقسم؟

  فصل: أما ما الحرف؟ فهو ما دلّ على معنى في غيره غير مقترن بزمان، وبهذه الحقيقة باين الاسم والفعل، لأن الاسم يدل على معنى في نفسه، والفعل يقترن بالأزمنة، فعلى هذا تقول: كل حرف يدل على معنى وغيره غير مقترن بزمان، وكل ما دل على معنى في غيره غير مقترن بزمان فهو حرف غالبًا. وإنما قُلنا غالبًا احترازا


(١) البيت في معجم الشعراء للمرزباني: ١/ ٣٥١.

(٢) البيت منسوب في الأغاني لأبي الأسود هكذا:

وكنت حتّى لم تَرْعَ سِرَّك تلتبس ... قوارعه من مخطئ ومصيب

انظر: الأغاني ١٢/ ٣١٠.