باب تغيير الحركة والسكون في التصريف
باب تغييرِ الحَرَكَةِ والسَّكُونِ فِي التَّصْرِيف
  اعلم أن الحركة والسكون تتغيران في التصريف لأحد ثلاثة أشياء: إما القلب فتخرجه عن الأصل لعلَّةٍ، وإمَّا لفك بين ملتبسين، وإما لتخفيف.
  فصل: أمَّا القلبُ فهو على ضربين قلب الواو، وقلبُ الياء، فالياء تقلب إلى الألف وتُسكن حركتها في مثل:، باع وهَابَ لأنّه من البيع والهيبة. فإذا صرت إلى المستقبل قلت: يبيع تسكن الياء وتنقل حركتها إلى ما قبلها إلا في أفعال قليلة، فإن الياء تقلب في مستقبلها ألفًا كما قُلبت في الماضي. وكذلك الواو وهي قولهم: خاف يخاف وهاب يهاب، ونال ينال وحار يحار، ونامَ ينام، وخال يخال، وغار يغار، ولا تكون هذه الألف إلا بعد حرف حلقي، أو نون وليس بأصل مستمر فيما كان كذلك واشتقاقها من المصدر. وإذا كانت الياء لاماً سكنت حركتها وانقلبت ألفًا مثل: رمى، وكفى، انفتح ما قبلها.
  والواو تُقلب إلى الألف في مثل قام، وقال ودعا، وغزا في عين الفعل ولامه إذا انفتح ما قبلها إلا قوله سبحانه وتعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}[المجادلة: ١٩] فبقي حرف العلة على أصله فإن انضم سكنت لا غير في مثل: يدعو، ويغزو، ويقوم، ويقول استثقالاً للحركة عليها ولو كانت الواو فاء أو انفتح ما قبلها سقطت مثل: يعد، ويزن، ويرم، ويثق، أصله: يوعد ويوزن إلا وجل يوجل، ووجم يوجم، ومعهن أفعال قليلة من مكسور العين في الماضي.
  وقلبُ الواو إلى الياء في كل موضع اجتمع فيه واو وياء وسبقت إحداهما بالسكون فإن الواو تقلب ياء تقدمت أو تأخرت وتدغم الياء في الياء وذلك في مثل: سيد، وميت، وطويت الكتب طيا، وشويت اللحم شيَّا، والأصل: سيود، وميوت، وطويًا وشويا إلا في ألفاظ قليلة بقيت على الأصل مثل: حيوة، وحيوان، اسم رجل، وهيوه اسم موضع ومن قلب الواو إلى الياء إذا وقعت لاما وانكسر ما قبلها مثل: غازية أصله غازوه، وعصي، ودلي في الجموع أصله عصوّ، ودلو. وكذلك إذا كانت عينا وانكسر ما قبلها في مثل: سياط، وحياض، لأنه من سوط وحوض، وربما