باب النسب
  الجمع المنصرف من جهة اللفظ، وإن اجتمع فيه التعريف والتأنيث لأن لفظ النصب لا يدخله قال الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ}[البقرة: ١٩٨] فافهم ذلك، وإنما طولنا هذا الباب لكثرة فوائده.
بَابُ النَّسَبِ
  ولك فيه ثلاثة أسئلة: ما النسب؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما النسب: فهو تخصيص الاسم المنسوب بإضافته إلى أحد ستّة أشياء، وهي: الجنس، والقبيلة والبلد، والمذهب، والصنعة، والعادة، تقول: في الجنس: رجل حَبَشي، وعربي، وعجمي، وفي القبيلة: قُرشي، ومُضري، وقحطاني، وعدناني. وفي البلد مكي وكوفي، ومدني، ورُبما نسبت إلى الجهة والكورة؛ فقلت: مشرقي، ومغربي، وتُهامي، وعدني. وفي المذهب: زيدي، وشافعي، ومالكي وفي الصنعة شرعي، ونحوي، وحريري منسوب إلى عمل الحرير - والعادة مثل: رجل خمري - إذا أكثر شرب الخمر - وطفيلي إذا كان يتطفل على الناس، وفي الحديث: «نبيكم تمري لَبَني».
  فصل: وهو ينقسم على ضربين: مسموع، ومقيس.
  فالمسموع: خارج عن الأصل يأتي بزيادة أو نقصان، أو تغيير صيغة فالزيادة في مثل قولهم في النسب إلى الري: رَارِيّ، وإلى بهراء، والرّوحاء، وصنعاء: بهراني، وصنعاني، وروحاني. وإلى كبير الجُمة جماني. والنقصان هو مثل قولهم في النسب إلى البادية بدوي، وإلى العالية علوي فحذفوا الألف وقلبوا الياء واوا ومن الحذف نسبهم إلى كرسي وبختي أسقطوا الياء المشددة وأبدلوا منها ياء النسب فقالوا في رجل كرسي، وجمل بختي على لفظه قبل النسب وتغيير الصيغة في مثل نسبهم إلى الدهر: دهري، بضم الدال. وإلى أمس: إمسي بكسر الهمزة، وإلى مصر المعروفة: مصري بفتح الميم فرقًا بينها وبين ما نُسِبَ إلى مصر من الأمصار فإنَّه يقال فيه: مضرِي - بكسر الميم -. ونسبوا إلى البصرة: بصري - بكسر الباء - ولو