باب العدد
  ولا سُريبال، ولا سُريوال كما تقول العامة: لأن جمعه مصابيح، وسرابيل، وسراويل، ومفاتيح، وإنما يجب أن تقول: مُصيبيح ومفيتيح، وسُريبيل. كما قدمت وكذلك يمتنع تصغير الخُماسي على لفظه كأن تقول فرزدق فريزدق. والأحكام كثيرة وقد استوعبناها في الباب ولا معنى لإعادتها. وقد شدَّ من التصغير أشياء وهي قليل وذلك مثل قولهم: في تصغير المغرب: مُغيربان وإنسان: أنيسيان، وأصيل أصيلان، وإبل أُبيلال. قال النابغة: (بسيط)
  وقفت فيها أصيلالاً أسائِلُها ... عيت جوابًا وما بالربع من أحدِ(١)
  وقال رؤبة بنُ العجاج (في أُبيلال): (رجز)
  قالتْ أُبَيْلَا لِي وَلَمْ أُسِبه(٢)
  وقد جاءت أشياء بلفظ موضوعة على ذلك خارجة من شرائط التصغير - أعني التقليل، والتحقير، والتحبيب. -، وذلك في أسماء محفوظة، وهي: المهيمين، والمسيطر، والمبيقر، والمبيطر، والثريا، والشريطي، والسريطي، والمريطي والغميطي، والكميت، والسكيت والبطين اسم النجم. فافهم ذلك وبالله التوفيق.
بَابُ الْعَدَدِ
  العدد ينقسم على ضربين صريح وكناية. فالصريح على أربعة: آحاد، وعشرات ومئون، وألوف. فعدد الواحد المذكر بغير هاء، وعدد الواحدة المؤنثة بالهاء تقول: واحد وواحدة واثنين واثنتين. وإن شئت اثنتين بنصبه بتقدير أعد. وإن شئت رفعته على تقدير مبتدأ فإذا صرتَ إلى الثلاثة أثبت الهاء في المذكر إلى العشرة وحذفتها من المؤنث فقلت ثلاثة أربعة خمسة وثلاث، أربع، خمس. فإذا صرت إلى الثمانية قلت: ثمانية في المذكر، وثمانٍ في المؤنث على صورة المنقوص. تقول هذه ثمانٍ كما تقول: قاض ومررتُ بثمانٍ ورأيتُ ثَمانِي غير
(١) انظر: ديوانه: ٢٥.
(٢) البيت من مشطور الرجز، وهو في ديوانه انظر مجموع أشعار العرب: ٣/ ١٦٥.