باب الاسم المضمر
  نحن ثلاثة للمذكر الحاضر وتثنيته وجمعه وثلاثة للمذكر الغائب وتثنيته وجمعه، وثلاثة للمؤنث الحاضر وتثنيته، وجمعه، وثلاثة للمؤنث الغائب وتثنيته وجمعه، واثنان للمتكلم والجماعة فيهم المتكلم وهما: أنا ونحنُ. ويجوز أن يكون نحنُ ضمير الواحد العظيم، لأنه يصير بمجموع صفاته الزائدة على غيره بمنزلة الجماعة، ويكون الله تعالى؛ قال سبحانه: {نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ}[ق: ٤٣].
  وهذه الأربعة عشر تكون أبدًا في موضع رفع بالابتداء، ويتبعها المرفوع خبرًا، مثل: أنت قائم، ونحنُ قائمون، ما لم تكن فصلاً بين معرفتين في باب كان وأخواتها. وظن وأخواتها من نحو، كان محمد هو الظريف، وظننتُ عبد الله هو العاقل، فإذا كانت كذلك كانت حروفًا فاصلة لا موضع لها من الإعراب عند الخليل بن أحمد وسميت منفصلة لانفصالها في الخط.
  والمتصلة الأربعة عشر مثل: قمت قمتما قمتم، قمتِ، قمتُما، قُمتن، قام، قاما قاموا. هند، قامت قامتا، قُمنَ، قمتُ قمنا. فهذه وشبهها نحكم عليها بالرفع فاعلة، وفعلها هو المتصل بها، ولذلك سميت متصلة. فإن كان الفعل متعديًا تبعها الظاهر منصوبًا بحق المفعول مثل نفعت زيدًا، ونفعنا زيدًا، وهاهنا مسألتان:
  إحداهما: يفرق فيها بين ضمير الفاعل، وضمير المفعول، من نحو: نفعنا زيدًا، ونفعنا زيد، فضمير الفاعل يُسكن معه آخر الفعل وضمير المفعول يكون معه متحركا.
  والثانية: يُفرق فيها بين ضمير المؤنث، وتاء التأنيث، في نحو: ضربتِ يا هند، وضربت هند (فتاء) الضمير تتحرك ويسكن ما قبلها، وتاء التأنيث تسكن، ويتحرك ما قبلها.
  وضمائر النصب: ثمانية وعشرون على ذلك الترتيب في الاتصال والانفصال، والتذكير والتأنيث والتثنية والجمع للحاضر والغائب، فالمنفصلة: أربعة عشر وهي: إياك، إياكما، إياكم، إياكِ، إياكما، إيّاكن، إياه إياهما، إياهم، إيَّاها، إياهما، إياهن، إيَّاي، إيَّانا، فهذه أبدًا لا تكون إلا منصوبة في التقدير؛ لوقوع الفعل الذي بعدها