باب الحروف العاملة
  الكرام زيد، والتي في الدار هند أو صفة للنكرة مررتُ برجل من همدان، أي: همداني، أو حالاً للمعرفة نحو: رأيتُ زيدًا في الدار، أي: مستقرا، أو خبرًا لمبتدأ، أو ما هو في حكمه مثل: اسم إن، واسم كان، ومفعول الظن الثاني، فإنه يتعلق أبدًا بمحذوف لا يتقدر، وما عدا ذلك فإنه يتعلق بموجود، أو ما هو في حكم الموجود والظروف كلها بهذه المنزلة.
  ومنها ستة تنصب الاسم وترفع الخبر، وهي: إن وأنَّ، ولكنَّ، وكأنَّ، وليت، ولعلَّ، تقول: إِنَّ زيدًا قائم، ولعلَّ عبد الله قائم. وكذلك الباقي. ومنها سبعة تنصب المنادى إذا كان مضافًا مثل: يا عبد الله ويا غلام زيد، ونكرة غير مقصودة، مثل: يا غُلامًا من أهل الشام، أو اسمًا طويلاً مثل: يا راكبًا جملاً، وهي: يا، وآ، وأيا، وهيا، وأي والهمزة و (وا). فأما إذا كان مفردًا مثل: يا زيد، أو مقصودًا نكرة مثل: يا غُلام لم تعمل فيه شيئًا. ومنها ما التي للنفي، وهي ترفع الاسم، وتنصب الخبر على التشبيه بليس مثل: ما زيد قائمًا ما لم يعرض لها عارض يُغير حكمها. ومنها لا وهي تنصب الاسم وترفع الخبر حملاً على إنّ مثل: لا غُلام سفر أفضل منك، ولها شرائط تُذكرُ في بابها إن شاء الله. فهذه كلها تعمل في الأسماء خاصة لاختصاصها
  بها.
  فصل: وعوامل الأفعال خمسة عشر منها عشرة تنصب الفعل المستقبل ما لم يكن معه السين أو سوف، ولم يتصل به إحدى النونات الثلاث(١)، ولم يدخل عليه استفهام، ولم يكن الفعل فعل حال، وهي إن الخفيفة المصدرية، ولن وإذن، وكي ولامها وحتى بمعنى كي أو إلى أن والفاء في جواب الأمر والنهي، والتمني والنفي والاستفهام والعرض والتحضيض والدعاء والواو إذا كانت جوابًا للنهي عن الجمع بين الشيئين مثل: لا تأكل السمك وتشرب اللبن أو استنكارا مثل: قول الشاعر: (طويل)(٢)
(١) نونا التوكيد الثقيلة والخفيفة ونون جماعة المؤنث.
(٢) البيت لدريد بن الصمة، الكتاب: ١/ ٢٤٥. وفيه: (فلم أفخر) بدل و (لم أفرح).