كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب أصول الممدود

صفحة 312 - الجزء 1

  يفعل بكسر عين المستقبل، وفتح عين الماضي. وأفعل يُفعل، وفاعل يُفاعل وافتعل، يُفتعل واستفعل يستفعل. مثال الجميع على الترتيب بغى يبغي، ورامى يرامي، بغاءً ورماء، قال الله تعالى: {عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ}⁣[النور: ٣٣]، وقال الشاعر: (طويل)

  ولو كُنتُ أستطيعُ الرّماء رَمَيْتُهَا ... وَلَكِنَّ عَهْدِي بالنّصالِ قَدِيمُ⁣(⁣١)

  وأعطى إعطاءً. وانتمى انتماء. واستحيي استحياء.

  والممدود والمقصور علمٌ واسع مستقل بنفسه. وكتابنا هذا لا يسع استيفاء شرحهما إذ الغرض به غيرهما. وإنما نذكرُ منها ما يكثر استعماله وستري ذلك إن شاء الله أبوابًا مُبوبة.

  فصل: وأما أحكام الممدود فكثيرٌ منها أنّه إذا نسب وكانت الهمزة أصلية نسبت على اللفظ مثل: حنائي، وقثائي، وإن كانت منقلبة جاز وجهان تشبيهها بالأصلية وردّها إلى أصلها والأول أجود مثل: كِسائي، وكساوي، وعطائي، وعطاوي، لأنها منقلبة من يكسو، ومن عطا يعطو.

  وإن كانت ملحقة فوجهان أجودُهما القلبُ والثاني: النسب على اللفظ مثل: حرباوي، وحربائي.

  وإن كانت زائدة للتأنيث فوجة واحد وهو القلب لا غير مثل: حمراوي.

  ومن أحكامه في التصغير أنك إذا صغرته سقطت الألف من الخط في الأصلية وانقلبت الهمزة ياءً. فقلت: حنيني. وإن كانت منقلبة أو ملحقة سقطت الهمزة أصلاً وانقلبت الألف ياءً لانكسار ما قبلها وأدغمت فيها ياء التصغير فقيل في مثل: كساء وحرباء، كُسَي، وحربي - ياء مشددة - وإن كانت للتأنيث لم تقلب ولم تدغم، وأبقيتها على لفظها فقلت في حمراء، وصفراء: حميراء، وصفيراء.

  ومن أحكامها في التكسير: أن جمع ما فيه الألف الأصلية: فعالل مثل حناني وقثائي، وجمع ما فيه المنقلبة أفعلة مثل: أكسية، وأردية، ما فيه الملحقة


(١) انظر: الكامل في العروض والقوافي/ ٦٢، دون نسبة.