كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الشعر وما يفتقر إلى معرفته الشاعر

صفحة 395 - الجزء 1

  حركات إلى آخر الشعر بل يكون في بعض قوافيه أربع وفي بعضها اثنتان. كما قال صاحب البيتين الأولين:

  وكان في جارته لا عهد له⁣(⁣١)

  رجع إلى المتدارك؛ فكأنَّه يأخذ من هذا كأسًا ومن هذا كأسًا.

  فصل: وحروف الشعر ستة التأسيس، والدخيل والردف، والروي، والوصل، والخروج.

  فحرف التأسيس: ألف ساكنة بينها وبين الحرف الذي تُبنى عليه القصيدة حرف متحرك نحو: (طويل)

  كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء ء الكواكب⁣(⁣٢)

  ألف ناصب هو التأسيس تأسيسا لأن الشعر يُبنى عليه من أوله إلى آخره، والحرف الذي بنيت عليه القصيدة الباء واسمه الروي سمى به لأنه سهل القصيدة الذي ترده وتُساق إليه والصاد بين الباء، والألف، وهو حرف الدخيل، وكذلك الحرف في الكواكب الكاف قبل الباء دخيل وسمي دخيلاً لأنه لا يلزم الإتيان منه بحرف معين بل يكون مرة صادًا ومرة كافًا كالكواكب ومرة لاما كلام غالب وغيره من الحروف المتحركة.

  والردف: حرف علة، يأتي قبل حرف الروي في غير المؤسس، ألف، أو واو، أو ياء. فالألف نحو:

  ............. مداد مثل خافية الغراب⁣(⁣٣)

  ولا يُعاقبها شيء. والواو والياء يتعاقبان نحو: (خفيف)


(١) هذا شطر تابع إلى الرجز السابق وصدره:

وركب الشَّادخة المحجلة

(٢) البيت من الطويل وهو إلى النابغة الذبياني انظر: ديوانه/ ١١.

(٣) البيت من الوافر ولم أهتد لقائله، ولعله بيت عنترة من معلقته مجموع مهمات المتون/٨١٣.

فيها اثنتان وأربعون حلويةً ... سودا كخافيةِ الغُراب الأسحم