مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 135 - الجزء 1

  قيل له في ذلك: نعم، وكذلك إن قال: لم يزل الله يقدر ويعلم ويسمع ويبصر؟ قيل له في ذلك [كله]⁣(⁣١): نعم.

  فإن قال: أفتقولون: إنه لم يزل فاعلاً ومدبراً وخالقاً ومثيباً ومعاقباً؟

  قيل له في ذلك كله: لا؛ لأن هذه صفات الله في فعله، وقد كان الله تعالى ولا فعل، فإذا قلت: لم يزل فاعلاً أثبت فعلاً لم يزل، وكذلك إذا قلت: لم يزل خالقاً أوهمت أن الخلق لم يزل، ولذلك فسد القول [بذلك]⁣(⁣٢).

  فإن قال: أفتقولون: إنه لم يزل الخالق؟ قيل له: نعم، وكذلك لم يزل الفاعل، ولم يزل الرازق، ولم يزل المثيب والمعاقب ومعنى ذلك: أن الله لم يزل؛ لأن الله هو المثيب والمعاقب، وإذا حذفت الألف واللام قلت: لم يزل الله فاعلاً ومدبراً ومثيباً ومعاقباً أوجبت أن الفعل لم يزل والثواب والعقاب لم يزالا وفي صفات الذات جائز ذلك كله فيما يقال، ولكن تقول: لم يزل الله العالم عالماً ويعلم، ولم يزل القادر قادراً ويقدر، ولا يقال: لم يزل الفاعل فاعلاً، وكذلك لا يقال: لم يزل المثيب مثيباً، ولا يقال: لم يزل المعاقب معاقباً، ولا الرازق رازقاً، ويقال: لم يزل المثيب والمعاقب والفاعل والخالق؛ [لأن ذلك رجوع إلى المسألة أنه لم يزل⁣(⁣٣)] وإذا قلت: لم يزل الفاعل فاعلاً كنت مثبتاً للفعل والفاعل [لم يزالا]⁣(⁣٤)؛ فلذلك لم يجز القول على ما ذكرنا.

  فإن قال: فإذا قلت: لم يزل قادراً أو عالماً فهل شيء لم يزل شيء يقدر عليه ويعلمه؟

  قيل له: إن الأشياء وإن لم تكن تتعالم فربنا تعالى قادر على تكوينها ومالك


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).

(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).

(٣) بدل ما بين المعقوفين في (أ): لا ذلك رجوع إلى المسألة لأنه لم يزل.

(٤) ما بين المعقوفين ساقط من نخ (١، ٢).