مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 137 - الجزء 1

  قد تقدمت وقت الفعل⁣(⁣١).

  فإن قال: فإذا قلت: إنه قادر عالم سميع بصير، فمعنى سميع هو معنى بصير؟

  فالجواب في ذلك: أن معنى سميع أن الأصوات لا تخفى عليه، وكذلك معنى قولنا: بصير أن الأشياء لا تخفى عليه، والموصوف بأنه سميع بصير واحد.

  فإن أردت بقولك: معنى يسمع هو معنى يبصر أن له سمعاً وبصراً غيره به يسمع ويبصر فلا، وإن أردت أن المعنى بأنه سميع بصير هو المعنى بأنه بصير فنعم.

  وكذلك إن قال: إن معنى يقدر يعلم أو غيره فالجواب في ذلك: أنه يحتمل معاني، فإن أراد بقوله: إن العلم والقدرة معنى غير الله فهذا كلام محال فاسد، وإن أراد بقوله: إن معنى يعلم هو معنى يقدر يريد أن الله الذي⁣(⁣٢) يعلم هو الذي يقدر فنعم.

  فأما قوله: معنى يقدر هو غير معنى يعلم فلا معنى له؛ لأن الذي يقدر ويعلم واحد فلا يقول: إنه غير نفسه؛ لأنا إذا قلنا: معنى يسمع غير معنى يبصر⁣(⁣٣) فكأنا قلنا: إن الذي يسمع غير نفسه، وإن قلنا⁣(⁣٤): إن العلم والقدرة غير العالم القادر لزمنا⁣(⁣٥) أن معنى قادر غير معنى عالم.

  فإن قال: فالعلم هو القدرة؟

  قيل له: ليس لله علم غيره إلا أن يريد أن العلم هو الله، فإن أردت ذلك قلنا لك: قد أصبت في معناك وأخطأت في لفظك وأتى منك خلاف ما قصدت إليه.


(١) في نخ (١، ٢): لأن وقت الإرادة قد تقدم وقت الفعل.

(٢) «الذي» ساقطة من (أ، ٢).

(٣) في نخ (١، ٢): معنى سميع غير معنى بصير.

(٤) في نخ (١، ٢): ولم نقل.

(٥) في نخ (١، ٢): والقادر فلزمنا.