مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 145 - الجزء 1

  من الثمار والتبريد من الثلج وما أشبه]⁣(⁣١).

  فإن قال: فهل تكون بيضة لا⁣(⁣٢) من دجاجة أو دجاجة لا من بيضة، أو إنسان لا من نطفة أو نطفة لا من إنسان؟

  قيل له: نعم، قد يكون ذلك، وذلك أن للأشياء أولاً، إما دجاجة لم يكن قبلها بيضة أو بيضة لم يكن قبلها دجاجة، وإلا فالأشياء قديمة، وكذلك الإنسان لا من نطفة كآدم صلى الله عليه، وكذلك قد تكون النطفة لا من إنسان، يبتدئ خلقها تبارك وتعالى.

  فإن قال: فكيف خلق الله الخلق؟

  قيل له: لا علم لنا بكيفية خلقه تعالى، وليس يعلم ذلك إلا الخالق جل وعلا وحده، لا بل⁣(⁣٣) لو علمنا كيفية فعل الأشياء أمكننا فعلها، ولجاز أن نقدر⁣(⁣٤) على خلق الأشياء؛ فلما استحال ذلك في صفتنا زال عنا العلم بكيفية ذلك.

  فإن قال: فكيف نعلم أن الله خلقها، ولا نعلم⁣(⁣٥) كيف خلقها؟

  قيل له: الدلالة⁣(⁣٦) الظاهرة والشواهد القائمة دلتنا⁣(⁣٧) على أنه خلقها ولا⁣(⁣٨) ندري كيف خلقها، مع أن عامة هذه الأشياء التي قد⁣(⁣٩) اضطررنا إلى العلم بوجودها لا نعلم كيف هي في ذاتها، وكيف تصرفها، وإن كنا نعلم أنها موجودة،


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (١)، وفي (٢): كالثلج وما أشبه ذلك.

(٢) في (أ): «إلا» في الأربعة المواضع.

(٣) كذا في المخطوطات، ولعلها: لأنا.

(٤) في (١، ٢): نقدم.

(٥) في (١، ٢): ولا ندري.

(٦) في (أ): بالدلالة.

(٧) في (أ): دللتنا. وفي النسختين (١، ٢): دلنا. ولعل المثبت هو الصواب.

(٨) في (أ): فلا.

(٩) «قد» ساقط من (أ).