مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

صفة العرش والكرسي وتفسيرهما

صفحة 266 - الجزء 1

  ولم ترد خنساء أنه ينهش بفم ولا ناب، ولا يتوهم ذلك أحدٌ من الحمقى فضلاً عن ذوي الألباب، ولا يتوهم الحز ولا الغمز بكف ذات أصابع، ولا القرع بقرع من مقارع.

  وقالت هند ابنة عتبة ترثي أباها:

  وكان لنا جبلاً راسياً ... َمِيلَ المَرَاةِ⁣(⁣١) كَثِيرَ العُشُب

  وقال بعض الشعراء بعد الإسلام:

  معن بن زائدة الذي زيدت به ... شرفاً على شرف بنو شيبان

  جبل تلوذ به نزار كلها ... صعب الذرى متمنع الأركان⁣(⁣٢)

  وقد علم أنه ليس أحد من الرجال بحبل مما يعرف من الجبال، ولما جعلوه جبلاً وصفوه بما يمكن من صفة الجبل في العشب والمرعى، وتَمَنُّعِ الأركان وصعوبة الذرى، وجاز ذلك كله عندهم في المثل، وكذلك فقد يمكن مثل ذلك في العرش وما ذكر من الحَمَلَةِ له والحمل.

  وفي ضرب الأمثال وما يجوز منها في المقال ما يقول امرؤ القيس بن حجر:

  أميمة إن الدهر في وثباته ... أصاب جياداً نابُه ومخالبُه

  وليس أحد عقل أو لم يعقل من الناس يتوهم أن الدهر ذو مخالب ولا أنياب ولا أضراس. وقال ابن ميادة:

  فإن يك ظني صادقي وهو صادقي ... بعبس يكن بالمشرفي عتابها

  ويحتلبوها أم سقبين لاقحا ... عنيفاً بأيدي الحالبِين احتلابها


(١) في (أ): طويل المراد، وفي (ب): طويل المرار. وما أثبتناه من سيرة ابن هشام والروض الأنف، قال في هامش سيرة ابن هشام وهامش الروض: أرادت جميل المرآة فنقلت حركة الهمزة إلى الساكن فذهبت الهمزة.

(٢) نسب البيتين في الحماسة المغربية لمروان بن أبي حفصة.