مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ومن كتاب نهاية التنويه في إزهاق التمويه]

صفحة 30 - الجزء 1

  الإمام #، وأورد ما عنده من المشكلات، فَوَضّح له الحق، فتاب إلى ربه تعالى، ثم قال: تعست أمةٌ ظلت عن مثلك. ودخل جعفر بن حرب على القاسم # وكان من شيوخ المعتزلة، فجاراه في دقائق علم الكلام، فلما خرج من عنده قال: أين كنا من هذا الرجل، فوالله ما رأيت مثله.

  ومن تصانيفه #، كتاب تثبيت الإمامة؛ في نصرة مذهب الزيدية في تقديم أمير المؤمنين # على المشائخ، وأورد من الأسئلة العجيبة في هذا المعنى على المتقدمين عليه ما يشهد على أنه البحر الزخّار، والقمر النوار، والغمام المدرار، وتصانيفه # في الفقه أكثر من أن تذكر، منها كتاب الفرائض والسنن، وكتاب الطهارة، وكتاب صلاة اليوم والليلة، ومسائل ابن جهشيار، وكتاب النيروسي، وله # في علوم القرآن ماليس لغيره، إذا أخذ يتكلم فيها فكأنه فنه الذي عليه نشأ، وله كتاب الناسخ والمنسوخ، وله في المواعظ والآداب كتاب سياسة النفس، فصل من فصوله يشفي كل غله، ويُبرئُ كل علة، بالغ # في التزهيد في الدنيا وذمها، والترغيب في دار الخلود ووصفها، وحذر فيه وأنذر، وجمع فيه ما انتشر، من المواعظ، والآداب، والحكم، والوصايا، والملح، والنوادر، والأمثال، والغريب، ما لم يحط كتاب بمثله.

  قال الفقيه الديلمي ¥: ورد في القاسم بن إبراهيم # أحاديث كثيرة، وتصانيفه تشهد له بالعلم والفضل، وكان فصيحاً متكلماً، وكان الناصر # يقول: لو جاز قراءة شعر أحد في الصلاة لكان شعر القاسم #. قلت: لعل الناصر # أراد بما قال أن شعر القاسم # مشتمل على المواعظ والحكم والحث على طاعة الله سبحانه، والترغيب في الزهد، وقمع الشهوات، وإيثار الآخرة على الأولى، ولباس شعار الصبر في البأساء والضراء، كما روي: أن المأمون أرسل إليه # بوقر سبعة أبْغُل دنانير على أن يجيبه بكتاب، أو يبتديه